يقول " ليوتاكسل":
"وهذا يعني أن إيليا
نقل إلى أخآب نبأ سارًا، ولكن كذب عندما قال له، أنه يسمع صوت
التيار، لأن شيئًا لم يكن قد سُمع بعد، وهو الأمر الذي يتضح من
الكلمات التالية: {فَصَعِدَ أخآب لِيَأْكُلَ وَيَشْرَبَ،
أَمَّا إِيلِيَّا فَصَعِدَ إِلَى رَأْسِ الْكَرْمَلِ وَخَرَّ إِلَى
الأَرْضِ، وَجَعَلَ وَجْهَهُ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ}
(1مل 18: 42) يبدو أن نبينا كان يتمتع بقدرات بهلوانية... أنه لمشهد
ممتع حقًا: نبي عجوز يعدو راكضًا أمام عربة الملك والمطر ينهمر
مدرارًا"(1).
ج:
1- قال الكتاب: "قَالَ إِيلِيَّا لأخآب: اصْعَدْ كُلْ
وَاشْرَبْ، لأَنّهُ حِسُّ دَوِيِّ مَطَرٍ" (1مل 18: 41) قال
إيليا هذا بينما كانت السماء صافية تمامًا لا تبدو أي سحب ثقيلة
كانت أم خفيفة، ولكن إيليا بالإيمان كان يوقن أن الله سيهب الأرض
مطرًا غزيرًا، لأن الرب وعده قائلًا: "اذْهَبْ
وَتَرَاءَ لأخآب فَأُعْطِيَ مَطَرًا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ"
(1مل 18: 1) فبالإيمان كان إيليا متأكد تمامًا بأن الله سيرسل
المطر، وسيرسله سريعًا، وسيرسله مدرارًا، ولذلك عندما قال: "حِسُّ دَوِيِّ مَطَرٍ " فهو تأكيد لما سيحدث،
وليس هذا كذبًا وادعاءً، وقد تحقَّق ما توقعه إيليا بالإيمان،
حتى لو استوجب ذلك منه الصعود على رأس جبل الكرمل، وأن يخرَّ على
وجهه إلى الأرض، ويرسل غلامه يستطلع الموقف سبع مرات، وهو لا
يملَّ ولا يكلَّ، وفعلًا انهمر المطر في نفس اليوم الذي تنقى فيه
الجو من أنبياء البعل.
2- قال الكتاب أن إيليا أرسل تلميذه إلى أخآب ليسرع ويرجع لئلا
يعيقه المطر " فَرَكِبَ أخآب وَمَضَى إِلَى يَزْرَعِيلَ.
وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَى إِيلِيَّا، فَشَدَّ حَقْوَيْهِ
وَرَكَضَ أَمَامَ أخآب حَتَّى تَجِيءَ إِلَى يَزْرَعِيلَ"
(1مل 18: 45، 46) وهذا لم يكن حدثًا عاديًا، إذ سابق إيليا
الخيل... لقد سُرَّ إيليا أنه ردَّ أخآب والشعب عن العبادة الوثنية
إلى عبادة الإله الحقيقي، ولذلك انطلق يعدو بقوة الروح وحماس
الشباب، كما أنه حرص أن تصل القصة الحقيقية إلى إيزابل، لأنه
يعرف أنها هي التي تبنت هذه العبادة وهؤلاء الأنبياء، وجاء في
هامش " الكتاب المقدَّس الدراسي": "ركض ليسبق
أخآب إلى مدخل يزرعيل: بعد أن منحه الله قوة فوق طبيعته، ركض
ليسبق مركبة أخآب إلى يزرعيل (مسافة 25 كم تقريبًا). هذا المشهد
الدرامي الذي يظهر فيه نبي الله وهو يركض ليسبق الملك... كان بمثابة
دعوة قوية لأخآب لكي يكسر علاقته بالبعل للأبد، ومن ثم يبدأ في
ممارسة الحكم لخادم الله"(2).
ويقول " القمص تادرس يعقوب":
"انطلق الملك بمركبته بينما شد النبي حقويه وركض فالتقى بالملك قبل
بلوغه قصره. لقد بارى الخيل والمركبات وغلب. أنه لم ينطبق عليه
الحديث عن الخاملين: "إِنْ جَرَيْتَ مَعَ الْمُشَاةِ فَأَتْعَبُوكَ،
فَكَيْفَ تُبَارِي الْخَيْلَ؟!" (ار 12: 5). لم ينطلق إليه لكي
يوبخه أو يجرحه بكلمة وإنما لكي يسنده ويقويه في مواجهته لزوجته
إيزابل التي استغلت ضعفه فجعلت منه إنسانًا وثنيًا شريرًا... لقد
جرى قرابة 16 ميلًا ليبلغ مدخل يزرعيل مظهرًا استعداده المستمر
للخدمة"(3).
_____
(1)
التوراة كتاب
مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 419، 420.
(2)
الكتاب
المقدَّس الدراسي ص 840.
(3)
تفسير سفر ملوك
الأول ص 411.
الحواشي والمراجع
لهذه الصفحة هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1302.html
تقصير الرابط:
tak.la/33w4wbr