يقول " علاء أبو بكر":
"يقول سفر الأيام الثاني 15: 19 {ولم تكن حرب إلى السنة الخامسة
والثلاثين لمُلك آسا} أي لم تحدث حرب بين آسا وبعشا إلى السنة 35،
وهذا مخالف لملوك الأول حيث توفى بعشا في السنة 26 لمُلك آسا (1مل
15: 33).. فكيف يُقال أنه لم تكن بينهما حرب إلى سنة 35 من مُلك
آسا علمًا بأنه في هذه السنة يكون قد مرَّ على موت بعشا 9 سنوات؟
فهل يمكن للمتوفي أن يحارب؟"(1).
كما يقول " علاء أبو بكر":
"ففي ملوك الأول
مات بعشا في السنة 26 من حكم آسا، فكيف صعد بعشا على ملك
إسرائيل
في السنة 36 وهو قد مات منذ عشر سنوات مضت؟
وعلى هذا يقول الدكتور القس منيس عبد النور:
(المقصود
بقوله " السنة السادسة والثلاثين " هو من انفصال عشرة
أسباط
إسرائيل عن سبطي يهوذا وبنيامين، وقت انقسام مملكة
سليمان
إلى
قسمين: قسم
لإسرائيل
وقسم ليهوذا. وعليه فتكون السنة 16 من حكم آسا على يهوذا هي السنة 36 من
انقسام المملكة، وهكذا جرت حسابات
السنين في سفر ملوك يهوذا وإسرائيل في سجلات تلك العصور).
في الحقيقة أجهد الدكتور القس نفسه فيما لا طائل منه. فلقد علَّق مترجموا
الكتاب المقدَّس
للغة الألمانية
Einheitsubersetzung
أن الأرقام 35، 36 المذكورة في (2 أي 15: 19) والمذكورة في (2 أي
16: 1) من نفس السفر هي خطأ من الكاتب، لأن بعشا مات في السنة 26
من حكم الملك آسا كما يقول ملوك الأول (1 مل 16: 8)"(2).
ج:
جاء في سفر الملوك: "وَكَانَتْ حَرْبٌ بَيْنَ آسَا
وَبَعْشَا مَلِكِ
إِسْرَائِيلَ كُلَّ أَيَّامِهِمَا"
(1مل 15: 32) وتكرَّر نفس المعنى من قبل: "وَكَانَتْ
حَرْبٌ بَيْنَ آسَا وَبَعْشَا مَلِكِ
إِسْرَائِيلَ كُلَّ
أَيَّامِهِمَا. وَصَعِدَ بَعْشَا مَلِكُ
إِسْرَائِيلَ عَلَى
يَهُوذَا وَبَنَى الرَّامَةَ لِكَيْ لاَ يَدَعَ أَحَدًا يَخْرُجُ
أَوْ يَدْخُلُ إِلَى آسَا مَلِكِ يَهُوذَا"
(1مل 15: 16، 17).
وجاء في
سفر الأخبار عن أعمال آسا وإبادته للعبادات الغريبة: "وَلَمْ تَكُنْ حَرْبٌ إِلَى السَّنَةِ
الْخَامِسَةِ وَالثَّلاَثِينَ لِمُلْكِ آسَا. وفِي السَّنَةِ
السَّادِسَةِ وَالثَّلاَثِينَ لِمُلْكِ آسَا صَعِدَ بَعْشَا مَلِكُ
إِسْرَائِيلَ عَلَى يَهُوذَا، وَبَنَى الرَّامَةَ"
(2أي 15: 19، 16: 1).
1- عندما قال الكتاب أنه كانت حرب بين آسا وبعشا كل أيامهما فهو
يقصد بهذا أنه كانت هناك بعض المناوشات هنا وهناك، فتارة يهجم بعض
قادة يهوذا على
إسرائيل
فيردونهم، وتارة يهجم بعض قادة
إسرائيل
على يهوذا فيردونهم، وهذه المناوشات كان ينتج عنها سقوط بعض
القتلى دون اكتساب أرض جديدة.
أما في السنة 36 لمُلك آسا فقد اتخذ بعشا خطوة جريئة وهي بناء
مدينة الرامة
Rama
بهدف التضييق على الداخلين لمملكة يهوذا والخارجين
منها، وهي النقطة التي أشار إليها سفر الأخبار أنه في السنة
السادسة والثلاثين لمُلك آسا صعد بعشا على يهوذا وبني الرامة.
ويقول " القمص تادرس يعقوب":
"في (2أي 14: 1) أن الأرض استراحت عشر سنين في أول مُلك آسا،
فنستنتج أنه كان في الأول اختلاف ومخاصمة بين آسا وبعشا، ولكن لم
تكن حرب عظيمة حتى الحرب المذكورة هنا"(3).
ويقول "
الأرشيدياكون نجيب جرجس":
"كان العداء
مستحكمًا بين
المملكة الشمالية (إسرائيل) والمملكة الجنوبية (يهوذا) وحاربت كل منهما الأخرى مع أن شعبيهما في الأصل هو شعب
الله وجميعهم أبناء
إبراهيم، وأسباط إسرائيل. وقد كانت الحرب بين
آسا وبعشا تشتد أحيانًا كما وضح ذلك في رغبة بعشا في بناء الرامة
وتحالف آسا مع ملك آرام ضده، وأحيانًا كانت الحرب مناوشات أخف، حتى
قيل أن الحرب كانت بينهما (كل أيامهما)"(4).
2- مَلَكَ بعشا في السنة الثالثة لمُلك آسا في ترصة لمدة 24 سنة (1مل 15:
33).. " وَفِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ
وَالْعِشْرِينَ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ أَيْلَةُ بْنُ
بَعْشَا عَلَى
إِسْرَائِيلَ فِي تِرْصَةَ سَنَتَيْنِ" (1مل 16: 8) إذًا في السنة السادسة والثلاثين لمُلك آسا كان بعشا
قد مات منذ نحو تسع أو عشر سنوات... فكيف يقول الكتاب أنه في السنة
36 لمُلك آسا صعد بعشا على يهوذا؟
الحقيقة أن المقصود من السنة 36 هنا هي السنة 36 من انشقاق المملكة بعد أن تولى رحبعام المُلك ومَلَكَ لمدة 17 سنة (1مل 14: 21) ثم مَلَكَ ابنه أبيا ثلاث سنوات (1 مل 15: 2) ثم مَلَكَ آسا. إذًا السنة 36 من انشقاق المملكة تقابل السنة {36 - (17 + 3)} السنة السادسة عشر من مُلك آسا، وحيث أن تاريخ الانشقاق نحو 931 ق.م.، إذًا محاولة بناء الرامة حدثت سنة 896 ق.م...
ويقول " الأسقف ايسيذورس":
"التاريخ الأخير (2أي 16: 1) ليس من بدء حكم آسا وجلوسه على تخت
المملكة، بل من بدء انفصال العشرة
أسباط عن سبطي بنيامين ويهوذا،
وانقسام المملكة إلى شطرين، فأنه لشهرة تلك الحادثة كان ينظر إليها
بعض كتبة الكتاب ويعتمد على تاريخ حدوثها على سبيل التلميح إلى
الشطط الذي ارتكبه رحبعام بن
سليمان"(5).
ويقول " القس منسى يوحنا":
"أن المُراد بقول سفر أخبار الأيام الثاني في السنة السادسة
والثلاثين أي من انفصال عشرة
أسباط إسرائيل عن سبطي يهوذا
وبنيامين، وجعل المملكة قسمين،
مملكة إسرائيل ومملكة يهوذا. وهذه
السنة توافق السنة السادسة عشرة لمُلك آسا على يهوذا وكانت هذه
الطريقة متبعة حينئذ"(6).
وجاء في " كتاب الهداية":
"أجمع المحققون على أن المُراد بقوله السنة السادسة والثلاثين هو
انفصال العشرة
أسباط إسرائيل من سبطي يهوذا وبنيامين، وتقسيم
المملكة إلى قسمين، قسم
لإسرائيل
وقسم ليهوذا، وعليه فتكون السنة
السادسة عشر من حكم آسا على يهوذا هي السنة السادسة والثلاثون من
انقسام المملكة"(7).
_____
(1)
البهريز في
الكلام اللي يغيظ جـ 1 س102 ص 83.
(2)
المرجع السابق
س 101 ص 82، 83.
(3)
تفسير سفر
الملوك الأول ص 336.
(4)
تفسير الكتاب
المقدَّس - سفر الملوك الأول ص 190.
(5)
مشكاة الطلاب
في حل مشكلات الكتاب ص 151.
(6)
ردود كتابية
منطقية على مزاعم وافتراءات خيالية ص 66.
(7)
كتاب الهداية
جـ 1 ص 196، 197.
الحواشي والمراجع
لهذه الصفحة هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1291.html
تقصير الرابط:
tak.la/g4qmjk6