ويقول " ليوتاكسل": "يسخر النُقَّاد كلهم من تأكيد التوراة من وجود مليون وثلاث مائة ألف مقاتل عند داود في بلاده الصغيرة، وإذا اعتبرنا أن الجنود يؤلفون خُمس عدد السكان فقط، فهذا يعني أن عدد اليهود وحدهم كان في فلسطين ستة ملايين ونصف المليون نسمة، وكان يعيش في تلك البلاد إضافة إلى اليهود الكنعانيون والفلسطينيون"(2).
ج: 1 - عندما خرج بنو إسرائيل من أرض مصر كان عددهم نحو مليونين أو أكثر في زمن موسى النبي، وفي عصر داود كان قد مر على خروج بني إسرائيل من مصر أكثر من أربعمائة سنة، فكون عددهم يصل إلى ستة ملايين ونصف، فأن هذا أمرًا لا يدعوا للتعجب، بل العجب من ليوتاكسل الذي يستنكر وصول بني إسرائيل لهذا العدد في زمن داود النبي دون أن يذكر دليلًا كتابيًا واحدًا يعتمد عليه.
2- جاء في سفر صموئيل الثاني: "فدفع يوآب جملة عدد الشعب إلى الملك فكان إسرائيل ثمان مئة ألف رجل ذي بأس مستل السيف ورجال يهوذا خمسة مئة ألف رجل" (2صم 24: 9).
وجاء في أخبار الأيام: "فدفع يوآب جملة عدد الشعب إلى داود فكان كل إسرائيل ألف ألف ومئة ألف رجل مُستلّي السيف ويهوذا أربع مئة وسبعين ألف رجل مُستلّي السيف" (1 أي 21: 5).. فكيف يمكن تفسير هذا الخلاف؟
عندما نطالع (1 أي 27: 1 - 15) نلاحظ أن " الذين يخدمون الملك في كل أمور الفِرَق الداخلين والخارجين شهرًا فشهرًا لكل شهور السنة كل فرقة كانت أربعة وعشرين ألفًا" (1أي 27: 1) وحدَّد رئيس كل فرقة من الفِرَق الاثني عشر. إذًا هؤلاء الجنود كان عددهم معلومًا لذلك لم يدخلوا في التعداد، وبلغ عددهم 12 فرقة وعدد كل فرقة 24 ألفًا، فيكون إجمالي العدد 12 × 24 = 288 ألفًا.
وعندما نطالع (1 أي 27: 16 - 20) نجد أن داود النبي حدد 12 رئيسًا للأسباط " هؤلاء رؤساء أسباط إسرائيل" (1أي 27: 22) وكان مع كل رئيس ألف من الجنود فيكون إجمالي عددهم 12 ألفًا. وقد أستثنى من هذا التجنيد سبط لاوي حيث كان الكهنة واللاويون يقومون بالعمل الروحي، فتم إعفائهم من أعمال الجندية.
إذًا المجموع الكلي الذين يمثلون الجيش النظامي الذين يحملون السلاح 288 + 12 = 300 ألف، وهؤلاء عددهم معروف جيدًا، فما الداعي لإحصائهم..؟! فالعدد الذي جاء ذكره في سفر صموئيل وهو 800 ألف لم يشمل عدد الجيش النظامي هذا وعدده 300 ألف، وإجمالي العددين 800 + 300 = مليون ومائة ألف وهذا ما جاء ذكره في سفر أخبار الأيام (1أي 21: 5) حيث يقول " فكان كل إسرائيل ألف ألف ومئة ألف " فقوله " كل إسرائيل " أي الشعب والجيش معًا فكاتب سفر أخبار الأيام بعد السبي لم يشأ أن يدخل في تفصيلات فذكر العدد الإجمالي، وفي المفارقة بين العدد الوارد في سفر صموئيل عن العدد الوارد في سفر الأخبار أوضح بصورة رائعة الفارق بين الجنود الفعليين وبين الذين يصلحون للتجنيد، فجاء عنهم في ترجمة الحياة: "فكان عدد الإسرائيليين القادرين على حمل السلاح ثماني مئة ألف من إسرائيل" (2صم 24: 9) فهم قادرون على حمل السلاح لكن لم يحملوه بعد، بل هم خارج الجيش النظامي الذي يتكون من ثلاث مئة ألف جندي.
جاء في سفر صموئيل الثاني " وجمع داود أيضًا جميع المنتخبين في إسرائيل ثلاثين ألفًا" (2صم 6: 1) وهم الذين شاركوا في إصعاد تابوت العهد، وكان هؤلاء مكلفين بحماية حدود فلسطين، وهؤلاء أدرجهم سفر صموئيل في التعداد، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فذكر العدد الإجمالي لسبط يهوذا 500 ألف، بينما أغفلهم سفر الأخبار فذكر أن العدد 470 ألفًا، مع ملاحظة أن الثلاثين ألف قد جمعهم داود من جميع أسباط إسرائيل ولكنهم أُضيفوا إلى سبط يهوذا لأنهم كانوا يعسكرون على حدود سبط يهوذا، بين يهوذا والفلسطينيين، ولذلك قال كاتب سفر صموئيل " ورجال يهوذا خمس مئة ألف رجل" (2صم 24: 9) ولم يقل " كل رجال يهوذا".
_____
(1) البهريز جـ1 س82، س83، س415.
(2) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص363.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1221.html
تقصير الرابط:
tak.la/cxnm9ph