يقول " زينون كوسيدوفسكي " عن داود: "نظم أيضًا الأمور الدينية إذ وضع للكهنة سلمًا وظيفيًا محددًا، لكنه واجه بعض المشاكل عند تعيينه للكاهن الأعلى... كان يشغل منصب الكاهن الأعلى صادوق الذي من نسل إليعازر، وقد عينه شاول بعد مذبحة الكهنة في نوب، لكن أبياثار صديق داود المُخلص قدم إلى أورشليم فوقع داود بين نارين، فهو لا يستطيع عزل صادوق خوفًا من غضب القبائل الشمالية، ولا يقدر أن يرد المعروف لأبياثار الذي أخلص له أيام صعلكته، ولذلك قرر إبقاء الشخصين بمنصب الكاهن الأعلى"(1).
ج: 1- كانت مملكة داود ملكة منظمة، أسماء الرؤساء معروفة، واختصاص كل منهم واضح، فيوآب هو الرئيس العام للجيش كله، ويهوشافاط مسجّلًا، و" صادوق بن أخيطوب وأخيمالك بن أبياثار كاهنين وسرايا كاتبًا" (2صم 8: 17) وفي سفر أخبار الأيام ذكر أبناء هرون الأربعة، فناداب وأبيهو ماتا قبل أبيهما، أما العازار وأيثامار كانا كاهنين في حياة أبيهما وبعد موته، ومن نسل العازار جاء صادوق بن أخيطوب، ومن نسل أيثامار جاء أخيمالك بن أبياثار (راجع 1أي 24: 1 - 3) وعندما نظم داود شئون المملكة العسكرية والدينية أقام كلٍ من صادوق وأخيمالك رئيسًا للكهنة، فصار هناك رئيسان للكهنة، كان صادوق ما زال يخدم خيمة الاجتماع ومذبح المحرقة في جبعون، ولم يكن هناك تابوت العهد لأنه أستقر به المقام في أورشليم، وأخيمالك كان يخدم مع أبيه أبياثار أمام تابوت العهد، وكان أبياثار قد نجا من مذبحة الكهنة التي أرتكبها شاول لكهنة مدينة نوب (1صم 22: 20). إذًا كل من صادوق وأخيمالك كان يمارس عمله الكهنوتي، أحدهما في خيمة الاجتماع والآخر أمام تابوت العهد... فمن منهما يصير رئيسًا للكهنة..؟! لم يرد داود أن يظلم أحدهما، كذلك أعترف بالاثنين كرئيسين للكهنة، ولم يفعل داود هذا من قبيل الخوف من الأسباط الشمالية التي تؤيد صادوق، ولا شراء لخاطر أبياثار (والد أخيمالك) الذي تمرَّر مع داود من خلال مطاردات شاول، ولكنه فعل هذا إحقاقًا للحق، لأن كليهما من نسل هرون، وكل منهما كان يتولى منصبًا هامًا، ونجحت فكرة داود، وتعاون الاثنان في العمل الكهنوتي.
2- يقول " نيافة المتنيح الأسقف إيسيذورس": "لا فرق يعتد به في النطق بين أبيمالك وأخيمالك، وكثيرًا ما يأتي الاسم الواحد على جملة صور كإيليا وإليا وإلياس وإلياسين، وإبراهيم وإبرهيم وأبراهام، وإسماعيل وإسماعين، بل توجد ألفاظ عربية كثيرة تكتب بحرفين معًا وقد جمعها بعضهم بقوله:
إن شئت بالسين فاكتب ما أبينه وإن تشأ فهو بالصادات يكتبُ... فالمغسي أو المغصي وجمع يعترض الجوف، والفقس أو الفقص خروج ما في البيضة من الطائر وكسره إياها، والمسطار أو المصطار الخمرة المزة... والسراط والصراط الطريق... والسقر أو الصقر طائر.."(2).
_____
(1) الأسطورة والحقيقة في القصص التوراتية ص 254.
(2) مشكاة الطلاب في حل مشكلات الكتاب ص 142.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1188.html
تقصير الرابط:
tak.la/h8qjqcj