ج: 1- يقول السفر: "وقال صموئيل لشاول. إياي أرسل الرب لمسحك على شعبه إسرائيل. والآن فأسمع صوت الرب" (1صم 15: 1) ولم يذكر السفر قط بعد هذه الآية أن صموئيل مسح شاول مرة أخرى، فإن الإشارة في هذا النص إلى ما فعله صموئيل سابقًا عندما قال الرب له: "غدًا في مثل الآن أرسل إليك رجلًا من أرض بنيامين. فامسحه رئيسًا لشعبي إسرائيل" (1صم 9: 16) وكان صموئيل قد نفذ هذا الأمر الإلهي: "فأخذ صموئيل قنينة الدهن وصبَّ على رأسه وقبَّله وقال أليس لأن الرب قد مسحك على ميراثه إسرائيل" (1صم 10: 1) وهذه هي المرة الوحيدة التي يمسح فيها صموئيل شاول، أما عندما ألقى صموئيل القرعة بين الشعب فكان لكيما يعلن أمامهم الملك الجديد (1 صم 10: 20 - 25) فلم يذكر الكتاب أن صموئيل النبي أعاد مسحه بالدهن، وأيضًا عندما ذهبوا للجلجال وجدَّدوا المملكة لم يذكر الكتاب أن صموئيل أعاد مسح شاول (1صم 11: 14، 15). إذًا صموئيل مسح شاول مرة واحدة (1صم 10: 1) وإلى هذه المرة يشير صموئيل هنا في (1 صم 15: 1).
2- مضت سنوات طويلة بين أحداث الإصحاح السابق وأحداث هذا الإصحاح، وخلال هذه الفترة صار لشاول جيش قوي منظم تحت قيادة ابن عمه أبنير بن نير، وحقَّق انتصارات على الشعوب التي كانت تهاجم بني إسرائيل، فانتصر على موآب وبني عمون في شرقي الأردن، والأدوميين في الجنوب، وملك صوبة في الشمال، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وهنا أراد الله الطويل الأناة أن يتأنى على الخاطئ، ولذلك أعطى شاول فرصة أخرى لسماع الصوت الإلهي، فدائمًا وعيد الله وتهديده مثله مثل وعود الله وعهوده لها شروط، فعندما يعطي الله وعوده للإنسان فهي وعود مشروطة بطاعة الإنسان وإخلاصه، وأيضًا عندما يتوعد الله إنسان فإن هذا الوعيد أيضًا مشروط باستمرار الإنسان في عصيانه، ولكن متى تاب الإنسان فإنه ينتقل من دائرة الغضب الإلهي لدائرة الرحمة والمغفرة، وهذا ما حدث مع أهل نينوى، وما حدث مع أخاب الملك الشرير: "ولما سمع أخاب هذا الكلام شق ثيابه وجعل مسحًا على جسده وصام واضطجع بالمسح ومشى بسكوت. فكان كلام الرب إلى إيليا التشبي قائلًا. هل رأيت كيف أتَّضع أخاب أمامي. فمن أجل أنه قد أتضع أمامي لا أجلب الشرَّ في أيامه بل في أيام ابنه أجلب الشر على بنيه" (1مل 21: 27، 28). فحتى هذه اللحظة كان الله قد رفض شاول من المُلك، لكنه لم يرفضه من رحمته، وقد وهبه النصرة على عماليق، وللأسف فإن شاول سقط مجدَّدًا في مخالفة الوصية، إذ عفى عن أجاج الذي حكم عليه العدل الإلهي بالموت، فوضع نفسه في موضع المخالف... عندما عفى أخاب عن بنهدد ملك آرام الذي حرّمه الله، جاء إليه رجل من بني الأنبياء: "فقال له هكذا قال الرب لأنك أفلتَّ من يدك رجلًا قد حرَّمته تكون نفسك بدل نفسه وشعبك بدل شعبه" (1مل 20: 42).
_____
(1) البهريز جـ 1 س391.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1117.html
تقصير الرابط:
tak.la/k8dzzpk