· كان واحدًا من الاثني عشر (متى4:10، مرقس19:3، لوقا16:6).
· كان من إسخريوط المجاورة لأورشليم، من سبط يهوذا الذي منه جاء المسيح حسب الجسد. أما الأحد عشر الباقون، فكانوا من الجليل، المِنطَقة البسيطة والفقيرة.
· يهُوذَا اسمٌ عِبري يعني: "هذا يهوه". وقد حقق يهوذا الإسخريوطي اسمه بالمعنى الشرير؛ فقد أشار إلى الرب وصار «دَلِيلًا لِلَّذِينَ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ» (أع1: 16).[245]
يقول أوريجينوس: [شخصان لهما نفس الاسم: يَهُوذَا أَخَا يَعْقُوبَ، وَيَهُوذَا الإسْخَرْيُوطِيَّ الَّذِي صَارَ مُسَلِّمًا أَيْضًا (لوقا16:6)، وهما مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ، كلٌّ منهما يمثل نموذجًا من الناس.][246] ويُضيف ذهبي الفم: [إن الإنجيليين سجَّلوا أن الإسْخَرْيُوطِيَّ هو وَاحِدٌ مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ، دون أن يُخفوا شيئًا، من تلك الأمور المُخزية التي تجلب العار. كان يمكن أن يقولوا أنه واحدٌ من التلاميذ المجتمعين هناك، لكنهم وضَّحوا أنه «واحدٌ مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ» (مر10:14، مت 14:26، لو22: 3).][247]
· تَظاهَر بِحُبه للفقراء؛ فسلموه الصندوق على الرغم من وجود متى العشار بينهم. [فَسِّتار العناية بالفقراء الكاذب الذي اختبأ وراءه يهوذا لم يكن كافيًا أن يُغطِّي بشاعته، بل كشَفه الرب قائلًا: «الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ.» (مر14: 7). وكثيرًا ما يَستُر الأشرار مقاصدهم السيئة بحِجاب التقوى.][248]
· [كان مغرورًا؛ فلعله من أكثر التلاميذ ثقافةً، وأعلاهم في مَركزِه الاجتماعي، ولكن في مجتمع الاثني عشر، رأى تَفَوُّق بطرس ويعقوب ويوحنا، بل وأندراوس عليه؛ فامتلأ حِقدًا.][249]
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
بِناءً على علم الله السابق، اختار الرب كل إنسان للدور الذي يناسبه، لم يُحرِّكِ الربُّ أحدًا ليقوم بدوره. بل ترك كل أحد يعمل بكامل حُريته. بل وحذره الرب أثناء العشاء قائلًا: «وَاحِدٌ مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي» (مر18:14، مت21:26)، وقال: «أَنَا أَعْلَمُ الَّذِينَ اخْتَرْتُهُمْ. لكِنْ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ: اَلَّذِي يَأْكُلُ مَعِي الْخُبْزَ رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ». (يوحنا18:13).
ويشرح القديس جيروم قول الرب: [ما أقوله لا يشير إليكم جميعًا. تتطرق فكرة الخائن مرة أخرى إلى هذا الخطاب الحميم مع التلاميذ. أنا أعرف نوع الرجال الذين اخترتهم. كان يَتوقع خيانة يهوذا في الوقت الذي تم اختياره فيه مع التلاميذ الآخرين (راجع يوحنا70:6). والغرض من ذلك هو تحقيق الكتاب المقدس. لمعرفة هذا المفهوم لتحقيق النُبُوَّة فيما يتعلق بالإرادة الإلهية، انظر التعليق على (يوحنا12: 39، 40)، يذكر يسوع (مز41: 11) الذي يتحدث عن خيانة صاحب المزمور من قِبل صديق، كما هو الحال في نفسه ويهوذا][250].
ويُضيف القديس جيروم [وعلى الرغم من أنه لمَّح إليها بشدة، حتى هذه اللحظة، لم يقُل يسوع بكلمات أكثر أن الخائن كان من بين مجموعة حميمة من التلاميذ معه الآن على المائدة. (مر18:14-21).][251]
[استضاف يَهُوذَا الشيطانَ صديقَه المُهلك، في زيارتين مشؤمتين: الأولى ألقى في قلبه المشورة الشريرة فقَبِلها، والثانية جاءه ليسكن فيه كصاحب بيتٍ ليُنفذ معه الخطة..][252]
أما القديس يوحنا الحبيب فيُحدثنا عن الرب يَسُوعُ وهو يعلن «إنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي!»
«لَمَّا قَالَ يَسُوعُ هذَا اضْطَرَبَ بِالرُّوحِ»: (يو21:13)
ὁ Ἰησοῦς ἐταράχθη τῷ πνεύματι
اضْطَرَبَ السيد وهو يتكلم عن خيانة يهوذا، حُزنًا عليه. كما أحدث هذا حزنًا عميقًا لَدَى التلاميذ (مر19:14، مت22:26). وتَسَاءَلُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ "مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هذَا"؟ (لو23:22).
_____
[244]نِسبةً إلى إسخريوط أو إيشْ كَريوت، وهي مدينة صغيرة على قِمة القِسم الجنوبي الغربي من جبال اليهودية. ونستنتج أَن إسخريوطي تعني رجل الخراب (نخبة من اللاهوتيين، قاموس الكتاب المقدس، دار الثقافة، طبعة 1994م، ص1089).
[245]وهو يَهُوذَا ليس الإسْخَرْيُوطِيَّ أحد الاثْنَيْ عَشَر (يو22:14)، وهو أيضًا لباوس المدعو تداوس (مت3:10، مر18:3).
[246]العَلَّامَة أورِيجِينُوس، Die griechischen christlichen Schriftsteller der ersten Jahrhunderte, Berlin Akademie, Verlag, 1897-, vol.38/2: p.186.
[247]القديس يوحنا ذهبي الفم، PG, vol.58: p.726-27; NPNF, series 1: vol.10: p.482.
[248]القس أبو الفرج، تفسير المشرقي: تفسير إنجيل متى، هذب عباراته يوسف منقريوس، طبعة أولى 1908م، ص409.
[249]نفس المرجع السابق، ص1090.
[250]"what I say does not refer to all of you. The thought of the traitor again intrudes into this intimate discourse with the disciples. I know the kind of men I picked: Judas' treason was foreseen at the time he was chosen along with the other disciples (cf. 6:70). the purpose is to have the scripture fulfilled. For this conception of the fulfillment of prophecy in relation to the divine will, see comment on 12:39-40f. Jesus cites Ps 41:11, which speaks of the psalmist's betrayal by a friend, as typical of himself and Judas." Brown, Raymond E., Joseph A. Fitzmyer, and Roland E. Murphy. The Jerome Biblical Commentary, Prentice-Hall 1968, p. 451.
[251]"Though he has strongly hinted at it, up to this point Jesus has not said in so many words that the betrayer was to be one of the intimate group of disciples now with him at table. The Syn version of this scene is found in Mk 14:18-21." Brown, Raymond E., Joseph A. Fitzmyer, and Roland E. Murphy. The Jerome Biblical Commentary, Prentice-Hall 1968, p. 452.
[252]الأب متى المسكين، تفسير إنجيل يوحنا: ج2، دير القديس أنبا مقار، طبعة أولى 1990م، ص779.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-youhanna-fayez/trials-of-jesus/judas-iscariot.html
تقصير الرابط:
tak.la/gb2as77