[7] صومٌ في الحزن والألم
هناك ثلاثة أمثلة للصوم أثناء الألم والحزن والتذلل أمام الله:
صوم سكان يابيش جلعاد حُزنًا على شاول الملك - صوم داود النبي حُزنًا على شاول الملك ويوناثان - صوم داود النبي طلبًا لشفاء ابنه المريض
يُسَجِّل الإصحاح الأخير من سفر صموئيل الأول والإصحاح العاشر من سفر أخبار الأيام الأول القصة المُحزِنة لنهاية شاول الملك فيقولا:
«وَحَارَبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ إسْرَائِيلَ، فَهَرَبَ رِجَالُ إسْرَائِيلَ مِنْ أَمَامِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَسَقَطُوا قَتْلَى... فَشَدَّ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَرَاءَ شَاوُلَ وَبَنِيهِ... فَأَصَابَهُ الرُّمَاةُ... فَانْجَرَحَ جِدًّا... فَقَالَ شَاوُلُ لِحَامِلِ سِلاَحِهِ: "اسْتَلَّ سَيْفَكَ وَاطْعَنِّي بِهِ لِئَلاَّ يَأْتِيَ هؤُلاَءِ الْغُلْفُ وَيَطْعَنُونِي وَيُقَبِّحُونِي". فَلَمْ يَشَأْ حَامِلُ سِلاَحِهِ لأَنَّهُ خَافَ جِدًّا. فَأَخَذَ شَاوُلُ السَّيْفَ وَسَقَطَ عَلَيْهِ. وَلَمَّا رَأَى حَامِلُ سِلاَحِهِ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ شَاوُلُ، سَقَطَ هُوَ أَيْضًا عَلَى سَيْفِهِ وَمَاتَ مَعَهُ. فَمَاتَ شَاوُلُ وَبَنُوهُ الثَّلاَثَةُ وَحَامِلُ سِلاَحِهِ وَجَمِيعُ رِجَالِهِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مَعًا، وَلَمَّا رَأَى رِجَالُ إسْرَائِيلَ... تَرَكُوا الْمُدُنَ وَهَرَبُوا. فَأَتَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَسَكَنُوا بِهَا. وَفِي الْغَدِ... وَجَدُوا شَاوُلَ وَبَنِيهِ الثَّلاَثَةَ سَاقِطِينَ... فَقَطَعُوا رَأْسَهُ وَنَزَعُوا سِلاَحَهُ، وَأَرْسَلُوا إلَى... الْفِلِسْطِينِيِّينَ... لأَجْلِ التَّبْشِيرِ فِي بَيْتِ أَصْنَامِهِمْ... وَوَضَعُوا سِلاَحَهُ فِي بَيْتِ عَشْتَارُوثَ، وَسَمَّرُوا جَسَدَهُ عَلَى سُورِ بَيْتِ شَانَ. وَلَمَّا سَمِعَ سُكَّانُ يَابِيشَ جِلْعَادَ بِمَا فَعَلَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ بِشَاوُلَ، قَامَ كُلُّ ذِي بَأْسٍ وَسَارُوا اللَّيْلَ كُلَّهُ، وَأَخَذُوا جَسَدَ شَاوُلَ وَأَجْسَادَ بَنِيهِ... وَأَحْرَقُوهَا... وَأَخَذُوا عِظَامَهُمْ وَدَفَنُوهَا تَحْتَ الأَثْلَةِ فِي يَابِيشَ، وَصَامُوا سَبْعَةَ أَيَّامٍ.» (صموئيل الأول31)
وتكررت نفس القصة في سفر أخبار الأيام الأول فقال:
«وَحَارَبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ إسْرَائِيلَ، فَهَرَبَ رِجَالُ إسْرَائِيلَ مِنْ أَمَامِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَسَقَطُوا قَتْلَى... وَشَدَّ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَرَاءَ شَاوُلَ وَوَرَاءَ بَنِيهِ... فَأَصَابَتْهُ رُمَاةُ الْقِسِيِّ، فَانْجَرَحَ... فَقَالَ شَاوُلُ لِحَامِلِ سِلاَحِهِ: "اسْتَلَّ سَيْفَكَ وَاطْعَنِّي بِهِ لِئَلاَّ يَأْتِيَ هؤُلاَءِ الْغُلْفُ وَيُقَبِّحُونِي". فَلَمْ يَشَأْ حَامِلُ سِلاَحِهِ لأَنَّهُ خَافَ جِدًّا. فَأَخَذَ شَاوُلُ السَّيْفَ وَسَقَطَ عَلَيْهِ. فَلَمَّا رَأَى حَامِلُ سِلاَحِهِ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ شَاوُلُ، سَقَطَ هُوَ أَيْضًا عَلَى السَّيْفِ وَمَاتَ. فَمَاتَ شَاوُلُ وَبَنُوهُ الثَّلاَثَةُ وَكُلُّ بَيْتِهِ، مَاتُوا مَعًا. وَلَمَّا رَأَى جَمِيعُ رِجَالِ إسْرَائِيلَ... أَنَّ شَاوُلَ وَبَنِيهِ قَدْ مَاتُوا، تَرَكُوا مُدُنَهُمْ وَهَرَبُوا، فَأَتَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَسَكَنُوا بِهَا. وَفِي الْغَدِ... وَجَدُوا شَاوُلَ وَبَنِيهِ سَاقِطِينَ... عَرَّوْهُ وَأَخَذُوا رَأْسَهُ وَسِلاَحَهُ، وَأَرْسَلُوا إلَى... الْفِلِسْطِينِيِّينَ... لأَجْلِ تَبْشِيرِ أَصْنَامِهِمْ وَالشَّعْبِ. وَوَضَعُوا سِلاَحَهُ فِي بَيْتِ آلِهَتِهِمْ، وَسَمَّرُوا رَأْسَهُ فِي بَيْتِ دَاجُونَ. وَلَمَّا سَمِعَ كُلُّ يَابِيشِ جِلْعَادَ بِكُلِّ مَا فَعَلَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ بِشَاوُلَ قَامَ كُلُّ ذِي بَأْسٍ وَأَخَذُوا جُثَّةَ شَاوُلَ وَجُثَثَ بَنِيهِ... وَدَفَنُوا عِظَامَهُمْ تَحْتَ الْبُطْمَةِ فِي يَابِيشَ، وَصَامُوا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. فَمَاتَ شَاوُلُ بِخِيَانَتِهِ الَّتِي بِهَا خَانَ الرَّبَّ مِنْ أَجْلِ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي لَمْ يَحْفَظْهُ... لأَجْلِ طَلَبِهِ إلَى الْجَانِّ لِلسُّؤَالِ، وَلَمْ يَسْأَلْ مِنَ الرَّبِّ، فَأَمَاتَهُ وَحَوَّلَ الْمَمْلَكَةَ إلَى دَاوُدَ بْنِ يَسَّى» (أخبار الأيام الأول 10)
يُسَجِّل سفر صموئيل الثاني نفس قصة موت شاول الملك، وحُزْن داود النبي عليه، وصومه حزنًا عليه وعلى يوناثان:
«وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ إذَا بِرَجُل أَتَى... مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ وَثِيَابُهُ مُمَزَّقَةٌ وَعَلَى رَأْسِهِ تُرَابٌ... خَرَّ إلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ. فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: "مِنْ أَيْنَ أَتَيْتَ؟" فَقَالَ: "مِنْ مَحَلَّةِ إسْرَائِيلَ نَجَوْتُ". فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: "كَيْفَ كَانَ الأَمْرُ؟ أَخْبِرْنِي". فَقَالَ: "إنَّ الشَّعْبَ قَدْ هَرَبَ مِنَ الْقِتَالِ، وَسَقَطَ... كَثِيرُونَ مِنَ الشَّعْبِ وَمَاتُوا، وَمَاتَ شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ ابْنُهُ". فَقَالَ دَاوُدُ لِلْغُلاَمِ الَّذِي أَخْبَرَهُ: "كَيْفَ عَرَفْتَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ ابْنُهُ؟" فَقَالَ الْغُلاَمُ: "... كُنْتُ فِي جَبَلِ جِلْبُوعَ وَإذَا شَاوُلُ يَتَوَكَّأُ عَلَى رُمْحِهِ، وَإذَا بِالْمَرْكَبَاتِ وَالْفُرْسَانِ يَشُدُّونَ وَرَاءَهُ. فَالْتَفَتَ إلَى وَرَائِهِ فَرَآنِي وَدَعَانِي... فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ لَهُ: عَمَالِيقِيٌّ أَنَا. فَقَالَ: قِفْ عَلَيَّ وَاقْتُلْنِي لأَنَّهُ قَدِ اعْتَرَانِيَ الدُّوَارُ، لأَنَّ كُلَّ نَفْسِي بَعْدُ فِيَّ. فَوَقَفْتُ عَلَيْهِ وَقَتَلْتُهُ... وَأَخَذْتُ الإكْلِيلَ الَّذِي عَلَى رَأْسِهِ وَالسِّوارَ الَّذِي عَلَى ذِرَاعِهِ وَأَتَيْتُ بِهِمَا إلَى سَيِّدِي ههُنَا". فَأَمْسَكَ دَاوُدُ ثِيَابَهُ وَمَزَّقَهَا، وَكَذَا جَمِيعُ الرِّجَالِ الَّذِينَ مَعَهُ. وَنَدَبُوا وَبَكَوْا وَصَامُوا إلَى الْمَسَاءِ عَلَى شَاوُلَ وَعَلَى يُونَاثَانَ ابْنِهِ، وَعَلَى شَعْبِ الرَّبِّ... ثُمَّ قَالَ دَاوُدُ لِلْغُلاَمِ الَّذِي أَخْبَرَهُ:... "كَيْفَ لَمْ تَخَفْ أَنْ تَمُدَّ يَدَكَ لِتُهْلِكَ مَسِيحَ الرَّبِّ؟". ثُمَّ دَعَا دَاوُدُ وَاحِدًا مِنَ الْغِلْمَانِ وَقَالَ: "تَقَدَّمْ. أَوْقِعْ بِهِ". فَضَرَبَهُ فَمَاتَ. فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: "دَمُكَ عَلَى رَأْسِكَ لأَنَّ فَمَكَ شَهِدَ عَلَيْكَ قَائِلًا: أَنَا قَتَلْتُ مَسِيحَ الرَّبِّ"» (2صموئيل2:1–16).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
في قصة موت ابن داود النبي الذي أنجبه من امرأة أوريا الحثِّي نقرأ:
«وَضَرَبَ الرَّبُّ الْوَلَدَ الَّذِي وَلَدَتْهُ امْرَأَةُ أُورِيَّا لِدَاوُدَ فَثَقِلَ. فَسَأَلَ دَاوُدُ اللهَ مِنْ أَجْلِ الصَّبِيِّ، وَصَامَ دَاوُدُ صَوْمًا، وَدَخَلَ وَبَاتَ مُضْطَجِعًا عَلَى الأَرْضِ... وَلَمْ يَأْكُلْ خُبْزًا. وَكَانَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ أَنَّ الْوَلَدَ مَاتَ، فَخَافَ عَبِيدُ دَاوُدَ أَنْ يُخْبِرُوهُ... وَرَأَى دَاوُدُ عَبِيدَهُ يَتَنَاجَوْنَ... فَقَالَ لِعَبِيدِهِ: "هَلْ مَاتَ الْوَلَدُ؟" فَقَالُوا "مَاتَ". فَقَامَ دَاوُدُ عَنِ الأَرْضِ وَاغْتَسَلَ وَادَّهَنَ وَبَدَّلَ ثِيَابَهُ وَدَخَلَ بَيْتَ الرَّبِّ وَسَجَدَ، ثُمَّ جَاءَ إلَى بَيْتِهِ وَطَلَبَ فَوَضَعُوا لَهُ خُبْزًا فَأَكَلَ. فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: "مَا هذَا الأَمْرُ الَّذِي فَعَلْتَ؟ لَمَّا كَانَ الْوَلَدُ حَيًّا صُمْتَ وَبَكَيْتَ، وَلَمَّا مَاتَ الْوَلَدُ قُمْتَ وَأَكَلْتَ خُبْزًا". فَقَالَ: "لَمَّا كَانَ الْوَلَدُ حَيًّا صُمْتُ وَبَكَيْتُ لأَنِّي قُلْتُ: مَنْ يَعْلَمُ؟ رُبَّمَا يَرْحَمُنِي الرَّبُّ وَيَحْيَا الْوَلَدُ. وَالآنَ قَدْ مَاتَ، فَلِمَاذَا أَصُومُ؟ هَلْ أَقْدِرُ أَنْ أَرُدَّهُ بَعْدُ؟ أَنَا ذَاهِبٌ إلَيْهِ وَأَمَّا هُوَ فَلاَ يَرْجعُ إلَيَّ"».(2صموئيل16:12-23)
في هذا النص:
صومٌ فردي لأجل طَلَبٍ، يصومه الإنسان طلبًا من الله أن يشفي مريضًا أو يحل مشكلة. إنه أدنى أنواع الصوم، هذا هو صوم داود النبي الذي أشارت إلية القصة السابقة. إلا أن صوم داود هنا يحمل أيضًا معنى التوبة إلى جوار الطلب. كان يعرف أن موت ابنه هو جزاء وتأديب من الله من أجل خطيئته، ولذلك قال: «مَنْ يَعْلَمُ؟ رُبَّمَا يَرْحَمُنِي الرَّبُّ وَيَحْيَا الْوَلَدُ»، ربما يرفع عني الجزاء الدُنيَوِي أو التأديب الأرضي. فللخطيئة جزاءان:
(1) جزاء دُنْيَوي مؤقت؛ للتأديب والتذكير.
(2) جزاء أُخْرَوِيٌّ أبدي: يُجازَى به الإنسان يوم الدينونة العامة ويستمر إلى الأبد. «لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ» (رومية23:6). وهذا لا يُرفَع عن الإنسان إلا بدم المسيح له المجد؛ "بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ" (عبرانيين32:9). وغفران الخطية بدم المسيح ينتقل إلينا بسر المعمودية التي تَنقُل لنا استحقاقات الصليب. وسيظل دَمُ المسيح الذي يغفر خطايانا نأخذه في سِرِّ الِافْخَارِسْتِيَا، "الذي يُعطَى لمغفرة الخطايا"، نستعد له بسر التوبة والاعتراف الذي يُعطِي استحقاق المغفرة، أما المغفرة، فنأخذها بدم المسيح في سِرِّ الِافْخَارِسْتِيَا.
قُلْنَا للخطيئة جزاءان: أُخْرَوِيٌّ أبدي: وهو ما قاله الرب لآدم «مَوْتًا تَمُوتُ»، ودُنيوي تأديبي وهو ما قاله الرب لآدم: «بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا.» (تكوين19:3)، ولحواء: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا. وَإلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ» (تكوين16:3).
وإلى الآن: بعد صلب السيد المسيح له المجد من أجل خطيئة آدم، وبعد أكثر من سبعة آلاف سنة من خطيئة آدم، لا يزال الجزاء الدُّنيوي التأديبي باقٍ. فلا يزال الرجل بِعَرَق وجْهِه يأكل خبزه حتى يعود إلي الأرض التي أُخِذ منها، ولا تزال المرأة بالتعب تحْبَل وبالوجع تلد أولادًا. الصليب إذَن رفَع عنَّا الجزاء الأُخْروي الأبدي، أما الجزاء الدُّنيوي فهو باقٍ لتأديبنا وتذكيرنا بالتوبة.
الجزاء الأُخْروي هو الموت الأبدي؛ لذلك بكى داود النبي وقال «تَعِبْتُ فِي تَنَهُّدِي. أُعَوِّمُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ سَرِيرِي بِدُمُوعِي. أُذَوِّبُ فِرَاشِي» (مز6: 6). واعترف أمام ناثان النبي وقال «قَدْ أَخْطَأْتُ إلَى الرَّبِّ» (2صم13:12)، وسمع صوت ناثان «الرَّبُّ أَيْضًا قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ. لاَ تَمُوتُ» (2صموئيل13:12)
نعم نُقِلَت خطيئة داود إلى السيد المسيح، حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم كله. وعلى الصليب غُفِرَت خطيئةُ داود بالدم، وخرج من الجحيم ودخل إلى الفردوس. أما الجزاء الدُّنيوي، فقد مات الولد، وقصَدَ الرب أن يعطيه قَصاص الخطيئة لتأديبِه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-youhanna-fayez/biblical-proof-1/fasting-sadness.html
تقصير الرابط:
tak.la/vw2z8q8