(1) «لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ»
يعترضون بقول السيد المسيح مُجيبًا على تساؤل الكتبة والفريسيين:
«لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإنْسَانَ، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هذَا يُنَجِّسُ الإنْسَانَ» (متى15: 11).
وفي إجابتنا على هذا الاعتراض ينبغي أن نُحَدِّد هل هو على:
(1) فترة الانقطاع الكامل عن الطعام؟ أم على
(2) الانقطاع عن المأكولات الحيوانية؟
ففي الحالتين يُمكن أن يُوَجَّه نفْسُ الاعتراض، "لماذا تنقطعون عن الطعام عمومًا؟"، أو "لماذا تنقطعون عن الطعام الحيواني؟!"؛
لأنه «لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإنْسَانَ» وهنا نجيب:
حينما ننقطع عن الأطعمة عمومًا أو عن الأطعمة الشهية والدسمة دسمًا حيوانيًا، ليس من أجل نجاسة هذه الأطعمة أو تلك؛ فإننا نأكلها في أوقات الفِطْر. ولو كُنا نعتقد بنجاستها، ما لمسناها لا في الصوم ولا في الفطر.
نحن إذن نترك أطعمة مُعَينة شَهِية في زمن الصوم، كنوعٍ من النُّسْك والزُّهْـد والتَّرفُّـع عن مُشتهيات الجسد كنَوعٍ من تَقْوية الإرادة، ولكي نُقَدِّم في صَومنا طاعة للوصية الإلهية. فآدم وحواء لم يَتنجسا بالأكل من الشجرة التي خلقها صانع الخيرات الذي «رَأَى... كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا.» (تكوين1: 31)، بل تَنَجَّس كلٌّ منهما بمخالفتهما الوصية الإلهية.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
أما هذا النَّصُّ الذي نحن بِصَدَدِه الآن، فما معناه إذَن؟
كانت عبارة «لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإنْسَانَ» (متى15: 11) رَدًّا من السيد المسيح على الفريسيين، الذين انتقدوا تلاميذ الرب، إذ رأوهم يأكلون بأيدي غَير مغسولة، فتقدموا للرب قائلين: «لِمَاذَا يَتَعَدَّى تَلاَمِيذُكَ تَقْلِيدَ الشُّيُوخِ، فَإنَّهُمْ لاَ يَغْسِلُونَ أَيْدِيَهُمْ حِينَمَا يَأْكُلُونَ خُبْزًا؟» (متى15: 2)
فكان جواب الرب عليهم «لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإنْسَانَ، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هذَا يُنَجِّسُ الإنْسَانَ» (متى15: 11).
عبارة لا تَمَسُّ موضوع الصوم على الإطلاق، بل تَعْنِي أن الغَسْلات التي يلتزم بها اليهود حسب تقليدهم، لم تَعُد لها أهمية في العهد الجديد.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-youhanna-fayez/biblical-proof-1/fasting-mouth.html
تقصير الرابط:
tak.la/x2tdphk