مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الدليل الكتابي للإيمان الأرثوذكسي - الجزء الأول - القمص يوحنا فايز زخاري

93- الصوم والنصرة في الحروب: قصة من سفر القضاة

 

St-Takla.org Image: False escape from the tribe of Benjamin (Judges 20: 36) - from: Chronicle of the World: Weltchronik (manuscript), by Rudolf von Ems, between 1350 and 1375. صورة في موقع الأنبا تكلا: رجال إسرائيل يخدعون البنيامينيين ليظنوا أنهم هربوا (القضاة 20: 36) - من مخطوط كتاب تاريخ العالم (ويلتكرونيك)، رودلف فون إمس، في الفترة ما بين 1350-1375 م.

[5] الصوم والنصرة في الحروب: قصة من سفر القضاة

مرتان انهزم إسرائيل أمام سبط بنيامين، وانتصر في المرة الثالثة. فما الفرق؟

ربما كان هناك أكثر من سبب، وربما كان هناك أكثر من فرق بين الحرب الثالثة والحربين الأولى والثانية. لكن أحد هذه الأسباب، وأحد هذه الفروق ذكرها الكتاب المقدس صراحةً، وَهِيَ أن بني إسرائيل قد صاموا في حربهم الثالثة.

في الحرب الأولى: انهزم «أَرْبَعُ مِئَةِ أَلْفِ رَاجِل مُخْتَرِطِي السَّيْفِ» من بني إسرائيل (قضاة20: 2) أمام «سِتَّةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُل مُخْتَرِطِي السَّيْفِ، وسَبْعَ مِئَةِ رَجُل مُنْتَخَبِينَ» (قضاة20: 14). وقُتل منهم «اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُل» (قضاة20: 21).

وفي الحرب الثانية: على الرغم أن الكتاب المقدس سَجَّلَ عبارة «ثُمَّ صَعِدَ بَنُو إسْرَائِيلَ وَبَكَوْا أَمَامَ الرَّبِّ إلَى الْمَسَاءِ» (قضاة20: 23)، إلا أنه بعد ذلك انهزم بنو إسرائيل أمام بنيامين، وقُتِل منهم ثمانية عشر ألف رجل. (قضاة20: 22، 25)، فليس بالصلاة وحدها.

أما الحرب الثالثة: التي سَجَّلَ فيها الكتاب المقدس أن بني إسرائيل قدَّسُوا صومًا مع الصلاة: «فَصَعِدَ جَمِيعُ بَنِي إسْرَائِيلَ وَكُلُّ الشَّعْبِ وَجَاءُوا إلَى بَيْتِ إيلَ وَبَكَوْا وَجَلَسُوا هُنَاكَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَصَامُوا ذلِكَ الْيَوْمَ إلَى الْمَسَاءِ، وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ أَمَامَ الرَّبِّ.» (قض26:20)

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

عاد فسَجَّلَ: «وَصَعِدَ بَنُو إسْرَائِيلَ عَلَى بَنِي بَنْيَامِينَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَاصْطَفُّوا عِنْدَ جِبْعَةَ كَالْمَرَّةِ الأُولَى وَالثَّانِيَةِ... وَجَاءَ مِنْ مُقَابِلِ جِبْعَةَ عَشَرَةُ آلاَفِ رَجُل مُنْتَخَبُونَ مِنْ كُلِّ إسْرَائِيلَ، وَكَانَتِ الْحَرْبُ شَدِيدَةً،...

فَضَرَبَ الرَّبُّ بَنْيَامِينَ أَمَامَ إسْرَائِيلَ، وَأَهْلَكَ بَنُو إسْرَائِيلَ مِنْ بَنْيَامِينَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُل وَمِئَةَ رَجُل. كُلُّ هؤُلاَءِ مُخْتَرِطُو السَّيْفِ. وَرَأَى بَنُو بَنْيَامِينَ أَنَّهُمْ قَدِ انْكَسَرُوا.» (قضاة30:20-36).

تَجلَّى الصوم هنا كأحد أسرار النصرة في هذه الحرب الثالثة، وغيَّر المفاهيم والجيش المنهزم مرَّتان، انتصر على العدو الذي سحقه قبلًا.

هكذا حروبنا الروحية مع الشيطان العدو الحقيقي والوحيد، تحتاج إلى صوم مع صلاة. فكيف ننتصر على عدوٍ، في طبيعته أقوى منا، وخبرته في الحروب أوفر؟! إننا بالصوم والصلاة قادرون على هزيمته. فقد قال ربنا: «وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ.» (متى17: 21).

فلْنرجعْ إلى الرب... بالصوم

الدليل الكتابي للإيمان الأرثوذكسي - ج1 كتب القمص يوحنا فايز زخاري

الصوم في الأسفار التاريخية

---