[14] صوم أستير الملكة مع كل شعبها
«لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ» (متى4: 10، لوقا 4: 8).
هذه هِيَ الوصية الإلهية الأولى (خروج20: 2-5، تثنية5: 6-9)
وقد استمسك بها مُرْدَخَايُ اليهودي مع كل شعبه،
فسعى هَامَان الشرير وكتب أمرًا،
وَختمَ أَحَشْوِيرُوشَ الْمَلِكِ بِخَاتَمِه الْمَلِكِي،
وحدد اليوم...
«الْيَوْم الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْ الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ، أَيْ شَهْرِ أَذَارَ.»
يوم الإبادة، إبادة الشعب المتمسك بالوصية الإلهية.
«إبَادَةِ جَمِيعِ الْيَهُودِ، مِنَ الْغُلاَمِ إلَى الشَّيْخِ وَالأَطْفَالِ وَالنِّسَاءِ» (أس3: 13)
إنها ليست مشكلة فرْد... ولا مشكلة أرضية.
إنها مشكلة الاستمساك بالإيمان.
تحتاج إلى الجهاد والنعمة.
الجهاد... دور الإنسان... تتصدى الملكة المؤمنة ويصوم كل الشعب.
النعمة... دور الله... بالصوم تُستَجْلَب مراحمُ الله.
ونادت الملكة أَسْتِيرُ بصوم، وأمرت مُرْدَخَاي اليهودي:
«اذْهَبِ اجْمَعْ جَمِيعَ الْيَهُودِ الْمَوْجُودِينَ فِي شُوشَنَ وَصُومُوا مِنْ جِهَتِي وَلاَ تَأْكُلُوا وَلاَ تَشْرَبُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لَيْلًا وَنَهَارًا. وَأَنَا أَيْضًا وَجَوَارِيَّ نَصُومُ كَذلِكَ.» (أستير4: 16)
كان صومًا متصلًا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لَيْلًا وَنَهَارًا لم ينقطع، بمأكولات حيوانية. كان صومًا روحيًا بهدف الاستمساك بالإيمان والوصية الإلهية.
كان صومًا للشعب كله.
ثم صار صومًا تقليديًا يُصام في نفس الموعد من كل عام.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وسَجَّلَ سفر أستير
«لِذلِكَ دَعُوا تِلْكَ الأَيَّامِ "فُورِيمَ"... أَوْجَبَ الْيَهُودُ وَقَبِلُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى نَسْلِهِمْ وَعَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ يَلْتَصِقُونَ بِهِمْ... أَنْ يُعَيِّدُوا هذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ... كُلَّ سَنَةٍ، وَأَنْ يُذْكَرَ هذَانِ الْيَوْمَانِ وَيُحْفَظَا فِي دَوْرٍ فَدَوْرٍ...، وَذِكْرُهُمَا لاَ يَفْنَى مِنْ نَسْلِهِمْ.
وَكَتَبَتْ أَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ... وَمُرْدَخَايُ الْيَهُودِيُّ بِكُلِّ سُلْطَانٍ بِإيجَابِ رِسَالَةِ الْفُورِيمِ هذِهِ ثَانِيَةً... كَمَا أَوْجَبَ عَلَيْهِمْ مُرْدَخَايُ الْيَهُودِيُّ وَأَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ، وَكَمَا أَوْجَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى نَسْلِهِمْ أُمُورَ الأَصْوَامِ وَصُرَاخِهِمْ. وَأَمْرُ أَسْتِيرَ أَوْجَبَ أُمُورَ الْفُورِيمِ هذِهِ، فَكُتِبَتْ فِي السِّفْرِ» (أستير9: 26-32)
وهكذا اتضح من تكرار هذا الصوم أنه:
· صار صومًا تقليديًا يتكرر كل عام في نفس الميعاد «حَسَبَ أَوْقَاتِهِمَا كُلَّ سَنَةٍ... وَيُحْفَظَا فِي دَوْرٍ فَدَوْرٍ... وَذِكْرُهُمَا لاَ يَفْنَى.» (أستير9: 27، 28)
· صوم ليس من أجل مشكلة حَلَّت بهم، كما يمكن أن يقال في بدايته، إنما صار صَومًا للشُّكر؛ ولكي يعبدوا فيه الرب «وَقَبِلُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى نَسْلِهِمْ... أَنْ يُعَيِّدُوا هذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ... وَحَسَبَ أَوْقَاتِهِمَا كُلَّ سَنَةٍ» (أستير9: 27)
· صوم للشعب كله في كل جيل «أَوْجَبَ الْيَهُودُ وَقَبِلُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى نَسْلِهِمْ وَعَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ يَلْتَصِقُونَ بِهِمْ... وَكَمَا أَوْجَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى نَسْلِهِمْ أُمُورَ الأَصْوَامِ.» (أس9: 31،27)
· الصوم كعقيدة، فِكْرٌ إلَهِي. فالله هو الذي علَّمنا الصوم، ولكن ترتيب الميعاد هو ترتيب بَشَرِيّ، فقد كان هذا الصوم بترتيب من أَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ وَمُرْدَخَايُ الْيَهُودِيُّ، وقبله الله، وجاء ذِكْره في الكتاب المقدس. كتبت «أَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ... وَمُرْدَخَايُ الْيَهُودِيُّ بكل سُلْطَان بإيجاب. كَمَا أَوْجَبَ عَلَيْهِمْ مُرْدَخَايُ الْيَهُودِيُّ وَأَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ، وَكَمَا أَوْجَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى نَسْلِهِمْ أُمُورَ الأَصْوَامِ» (أستير9: 31).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-youhanna-fayez/biblical-proof-1/fasting-esther.html
تقصير الرابط:
tak.la/52jh8yd