مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الدليل الكتابي للإيمان الأرثوذكسي - الجزء الأول - القمص يوحنا فايز زخاري

123- الصوم وإخراج الشياطين

 

[6] الصوم وإخراج الشياطين

الصوم يُعطِي قوة روحية كبيرة، به يغلب الإنسان الشياطين ويَقوَى على قهرهم. وقد وضح الرب في حديثه مع تلاميذه، بعد أن فشلوا في إخراج شيطان قوي يُسَيْطر على غُلام صغير وجَعَله أخرسًا، وضح لهم كيف بالصلاة والصوم مع الإيمان ينتصر الإنسان على الشياطين، بل يأخذ القوة على إخراجهم وطَرْدِهم من الآخَرين أيضًا.

فبعد معجزة شفاء هذا الغلام الذي به روح أخرس في (متى17، مرقس 9) أشار الرب إلى أهمية الصوم.

St-Takla.org Image: But Jesus took him by the hand and lifted him to his feet, and he stood up. (Luke 9: 42-43) (Matthew 17: 18) (Mark 9: 27) - "Jesus heals a demon-possessed boy" images set (Matthew 17:14-21, Mark 9:14-29, Luke 9:37-42): image (9) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "وشفى الصبي وسلمه إلى أبيه. فبهت الجميع من عظمة الله" (لوقا 9: 42-43) - "فشفي الغلام من تلك الساعة" (متى 17: 18) - "فأمسكه يسوع بيده وأقامه، فقام" (مرقس 9: 27) - مجموعة "يسوع يشفي الغلام الذي عليه شيطان" (متى 17: 14-21, مرقس 9: 14-29, لوقا 9: 37-42) - صورة (9) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

ففي (متى17: 14-21) يقول:

«وَلَمَّا جَاءُوا إلَى الْجَمْعِ تَقَدَّمَ إلَيْهِ رَجُلٌ جَاثِيًا لَهُ وَقَائِلًا: "يَا سَيِّدُ، ارْحَمِ ابْني فَإنَّهُ يُصْرَعُ وَيَتَأَلَّمُ شَدِيدًا، وَيَقَعُ كَثِيرًا فِي النَّارِ وَكَثِيرًا فِي الْمَاءِ. وَأَحْضَرْتُهُ إلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ"... فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ، فَخَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ الْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: "لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟"... وَأَمَّا هذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».

وفي (مرقس9: 17-29) يقول:

«فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمْعِ وَقَالَ: "يَا مُعَلِّمُ، قَدْ قَدَّمْتُ إلَيْكَ ابْنِي بِهِ رُوحٌ أَخْرَسُ، وَحَيْثُمَا أَدْرَكَهُ يُمَزِّقْهُ فَيُزْبِدُ وَيَصِرُّ بِأَسْنَانِهِ وَيَيْبَسُ. فَقُلْتُ لِتَلاَمِيذِكَ أَنْ يُخْرِجُوهُ فَلَمْ يَقْدِرُوا". فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: "أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ، إلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إلَيَّ!". فَقَدَّمُوهُ إلَيْهِ. فَلَمَّا رَآهُ لِلْوَقْتِ صَرَعَهُ الرُّوحُ، فَوَقَعَ عَلَى الأَرْضِ يَتَمَرَّغُ وَيُزْبِدُ... إنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ شَيْئًا فَتَحَنَّنْ عَلَيْنَا وَأَعِنَّا". فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "إنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ. كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ". فَلِلْوَقْتِ صَرَخَ أَبُو الْوَلَدِ بِدُمُوعٍ وَقَالَ: "أُومِنُ يَا سَيِّدُ، فَأَعِنْ عَدَمَ إيمَانِي". فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أَنَّ الْجَمْعَ يَتَرَاكَضُونَ، انْتَهَرَ الرُّوحَ النَّجِسَ قَائِلًا لَهُ: "أَيُّهَا الرُّوحُ الأَخْرَسُ الأَصَمُّ، أَنَا آمُرُكَ: اخْرُجْ مِنْهُ وَلاَ تَدْخُلْهُ أَيْضًا!" فَصَرَخَ وَصَرَعَهُ شَدِيدًا وَخَرَجَ. فَصَارَ كَمَيْتٍ،... سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ عَلَى انْفِرَادٍ: "لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟" فَقَالَ لَهُمْ: "هذَا الْجِنْسُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَخْرُجَ بِشَيْءٍ إلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ"».

هذان النَّصَّان الكتابيان يحددان:

(أ) أهمية الصوم في إخراج الأرواح النجسة والانتصار على الشيطان. فالصوم ليس عمَل نُقَدِّمه لله عندما يكون لنا طِلْبَة مُعَينة، بل هو سلاح نشهره في وجه الشيطان وضده، به ننال الغلَبَة عليه والنُّصرة

(ب) أن الرب يسوع قد وصف الصوم مع الصلاة كعلاج لضعف روحيات وإيمان التلاميذ أمام الشيطان.

(جـ) الصوم مع الصلاة بهما نغلب الشيطان؛ لأن «هذَا الْجِنْس فَلاَ يَخْرُجُ إلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ» (متى17: 21).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

الصوم إذن: نوع من الجهاد الروحي في الحياة المقدسة، ووسيلة توبة وانسحاق، وإذلال لأهواء الجسد، وانتصار الروح.

هو طاعة لوصية الله الأولى في جنة عدْن، وتقديم الإنسانية طائعة صائمة خاضعة أمام الله بعد أن كَسرَت وَصِيَّته المقدسة وصية الصوم

الصوم في كنيسة الرُّسُل

الدليل الكتابي للإيمان الأرثوذكسي - ج1 كتب القمص يوحنا فايز زخاري

أوقات مناسبة للصوم، وأوقات غير مناسبة

---