مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الدليل الكتابي للإيمان الأرثوذكسي - الجزء الأول - القمص يوحنا فايز زخاري

14- أولًا: معمودية السيد المسيح في نهر الأردن

 

سَجَّلَت البشائر الثلاثة الأولى قصة تأسيس رب المجد لِسِرِّ المعمودية بمعموديته، فقال:

 

[1] القديس متى البشير:

«حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إلَى الأُرْدُنِّ إلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ... فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ، وَإذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ اللهِ نَازِلًا مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلًا: "هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ"». (متى3: 13، 16-17).

 

St-Takla.org Image: The Baptism of Jesus - illustration from "Communicating Christ" book, Bogota, Colombia. صورة في موقع الأنبا تكلا: معمودية السيد المسيح - من صور كتاب توصيل المسيح، بوجوتا، كولومبيا.

[2] القديس مرقس الكاروز:

«وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يَسُوعُ مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ وَاعْتَمَدَ مِنْ يُوحَنَّا فِي الأُرْدُنِّ. وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ رَأَى السَّمَاوَاتِ قَدِ انْشَقَّتْ، وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلًا عَلَيْهِ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ: "أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ"». (مرقس1: 9-11).

 

[3] القديس لوقا الطبيب:

«وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا. وَإذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ، وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلًا: "أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ، بِكَ سُرِرْتُ"». (لوقا3: 22،21)

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

هذه النصوص الكتابية الثلاثة: تحدثنا عن معمودية رب المجد يسوع في نهر الأردن وتُظهِر لنا:

1. أهمية سِرِّ المعمودية: فقد اعتمد السيد المسيح له المجد «تَارِكًا لَنَا مِثَالًا لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُواتِهِ» (1بطرس2: 21).

2. طريقة ممارسة المعمودية: هِيَ التغطيس في الماء لأن القديس متَّى يذكر أن الرب يسوع بعدما اعتمد «صَعِدَ مِنَ الْمَاءِ»، ومار مرقس قال عنه «صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ».

3. عمل الروح القدس في سِرِّ المعمودية:

ولذلك يقول القديس متى «رُوحَ اللهِ نَازِلًا مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ»،ومار مرقس: «السَّمَاوَاتِ قَدِ انْشَقَّتْ، وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلًا عَلَيْهِ» ومار لوقا: «وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ».

4. وعلى الرغم من أن السيد المسيح له المجد هو ابن الله منذ الأزل، ولكن صوت الآب قد جاء في هذا الوقت بالذَّات يعلن هذه البُنُوَّة؛ ليُعَلِّمنا إنه في المعمودية يصير الإنسان ابنًا لله. ولذلك:

قال القديس متى: صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ».

وقال القديس مرقس: صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ». وقال القديس لوقا: صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلًا: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ».

فالمعمودية سِرٌّ ظَاهِرُه التغطيس في الماء، وحقيقتُه البُنُوَّة لله، بعمل الروح القدس الحالِّ حُلولًا حقيقيًا.

حديث المسيح مع نيقوديموس عن المعمودية

الدليل الكتابي للإيمان الأرثوذكسي - ج1 كتب القمص يوحنا فايز زخاري

سِرُّ المعمودية في البشائر الأربعة

---