«كَانَ إنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ، رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. هذَا جَاءَ إلَى يَسُوعَ... أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ". قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ: "كَيْفَ يُمْكِنُ الإنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟" أَجَابَ يَسُوعُ:
"الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ.
اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ
لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ. اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا، لكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. هكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرُّوحِ». (يوحنا3: 1-8).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
هذا الحديث الهام: كتبه القديس يوحنا الإنجيلي اللاهوتي ليُبَيِّن الفرق بين الولادة الجسدية والولادة الروحية بقوله: «اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ» (يوحنا3: 6). فيتكلم عن ولادتين:
الولادة الجسدية بفم نيقوديموس: «كَيْفَ يُمْكِنُ الإنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟» (يوحنا3: 4).
والولادة الروحية بفم ربنا يسوع: «إنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ.» (يوحنا3: 5)، فهيّ ولادة من الماء والروح. ولكن أسماها الرب نفسه أنها الولادة من الروح باعتبار أن الروح القدس هو العامل الجوهري فيها، وهذا لا ينفي أنها من الماء والروح كما شرحها رب المجد. ثم يشرح أيضًا: «لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ. اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا، لكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. هكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرُّوحِ».
هذا النَّصُّ الكتابي:
1. فيه يقول مار يوحنا: «أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ...» مع أن نِيقُودِيمُوسُ لم يسأله بل قَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّمًا»، فبادره الرب بالحديث عن سِرِّ المعمودية. فما دُمْتَ تُؤمِن أني أَتَيْتُ مِنَ اللهِ مُعَلِّمًا فلابُدَّ أن أُعَلِّمك الخطوة الأولى في الحياة المسيحية.
2. يُقَدِّم آيَتَيْنِ متساويتين قالهما رب المجد يفسر أحدهما الآخر:
«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ»
«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ»
3. يثبت أن هذه الولادة الفوقانية الروحانية هِيَ ولادة سرية غير مُدرَكَة، في ظاهرها ولادة من الماء وفي حقيقتها ولادة مِنْ فَوْقُ من الله بعمل الروح القدس. قال عنها: «اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا، لكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. هكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرُّوحِ».
4. نلاحظ أن الرب يسوع كان يتكلم مع فرد واحد هو نيقوديموس فيقول له بلغة المفرد «لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ» إلا أنه يُكْمِل بلغة الجمع قائلًا «يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ». وهكذا الأصل اليوناني بنفس الطريقة الرب يتكلم مع نيقوديموس بلغة المفرد، وحديثه عن المعمودية بالجمع. فهذه هِيَ القاعدة العامة المُوَجَّهة لكل البشر في كل العصور.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-youhanna-fayez/biblical-proof-1/baptism-nicodemus.html
تقصير الرابط:
tak.la/yzbr2qm