يشير القديس بولس الرسول في رسالته الأولى إلى كورنثوس إلى قصة عبور بني إسرائيل البحر الأحمر، ويشرح الفهم المسيحي للمعمودية المقدسة رابطًا بين ما حدث فيها وما يحدث في سِرِّ المعمودية فيقول:
[20] «فَإنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَيُّهَا الإخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا أَنَّ آبَاءَنَا جَمِيعَهُمْ كَانُوا تَحْتَ السَّحَابَةِ، وَجَمِيعَهُمُ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ، وَجَمِيعَهُمُ اعْتَمَدُوا لِمُوسَى فِي السَّحَابَةِ وَفِي الْبَحْرِ» (1كورنثوس10: 1-2).
في هذا النَّصِّ المقدس يشير القديس بولس الرسول إلى ما حدث أثناء خروج بني إسرائيل وسَجَّله الوحي الإلهي في سفر الخروج حينما قال: «وَمَدَّ مُوسَى يَدَهُ عَلَى الْبَحْرِ، فَأَجْرَى الرَّبُّ الْبَحْرَ بِرِيحٍ شَرْقِيَّةٍ شَدِيدَةٍ كُلَّ اللَّيْلِ، وَجَعَلَ الْبَحْرَ يَابِسَةً وَانْشَقَّ الْمَاءُ. فَدَخَلَ بَنُو إسْرَائِيلَ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ عَلَى الْيَابِسَةِ، وَالْمَاءُ سُورٌ لَهُمْ عَنْ يَمِينِهِمْ وَعَنْ يَسَارِهِمْ... فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: "مُدَّ يَدَكَ عَلَى الْبَحْرِ لِيَرْجعَ الْمَاءُ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ"... فَدَفَعَ الرَّبُّ الْمِصْرِيِّينَ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ...لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ وَلاَ وَاحِدٌ. وَأَمَّا بَنُو إسْرَائِيلَ فَمَشَوْا عَلَى الْيَابِسَةِ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ، وَالْمَاءُ سُورٌ لَهُمْ عَنْ يَمِينِهِمْ وَعَنْ يَسَارِهِمْ» (خروج 14: 22– 29)
كان عبور بني إسرائيل البحر الأحمر في العهد القديم رمزًا لما يحدث في سِرِّ المعمودية في العهد الجديد. فعبور البحر الأحمر للإسرائيليين في العهد القديم فيه:
· نجاةٌ من الموت للذين عبروا البحر، ودخولٌ للأرض الجديدة.
· إغراقٌ لفرعون وكل جنوده.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وفي دخولنا المعمودية في العهد الجديد:
· نجاةٌ من موت الخطية للذين يعتمدون، ودخول للحياة الجديدة.
· سَحْقٌ للشيطان وكل جنوده.
الأمر الذي يَظهر فعلًا في طقس جحد الشيطان أثناء المعمودية. وواضح أن الرَّبْط بين ما حدث في البحر الأحمر وما يحدث في سِرِّ المعمودية ليس ربطًا بَشَرِيًّا من أفكارنا، بل ربطٌ إلهي من الروح القدس على لسان القديس مار بولس في العهد الجديد إذ يقول:
«اعْتَمَدُوا لِمُوسَى فِي السَّحَابَةِ وَفِي الْبَحْرِ» (1كورنثوس10: 1، 2)
ونلاحظ هنا الإشارة إلى:
التغطيس في المعمودية لأن الرسول يقول:
«جَمِيعَهُمْ كَانُوا تَحْتَ السَّحَابَةِ، وَجَمِيعَهُمُ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ.
وَجَمِيعَهُمُ اعْتَمَدُوا لِمُوسَى فِي السَّحَابَةِ وَفِي الْبَحْرِ.» (1كو10: 1-2)
فقد أحاطتهم المياه من جميع الجهات: من فوق في شكل سحاب أي ماء متبخر، ومن كل جانب في مياه البحر. وقدَّم موسى النبي قصة العبور، فقَدَّمَ نفس الفكرة بنفس التكرار الذي وجدناه في عرض القديس مار بولس للقصة فقال «فَدَخَلَ بَنُو إسْرَائِيلَ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ... وَالْمَاءُ سُورٌ لَهُمْ عَنْ يَمِينِهِمْ وَعَنْ يَسَارِهِمْ وَأَمَّا بَنُو إسْرَائِيلَ فَمَشَوْا... فِي وَسَطِ الْبَحْرِ، وَالْمَاءُ سُورٌ لَهُمْ عَنْ يَمِينِهِمْ وَعَنْ يَسَارِهِمْ» (خر14: 22-29).
مُؤكِدًا أن الماء كان يحيطهم من كل الجهات. واهتم الرسول بولس بأن يقول «اعْتَمَدُوا لِمُوسَى فِي السَّحَابَةِ وَفِي الْبَحْرِ» (1كورنثوس10: 20). فالسحابة ليست إلا الماء ولكن بصورته البخارية، الصورة التي يُمكِن أن ترسِم فكرة التغطيس بالطريقة الممكنة.
إذن فقصة العبور تُثْبِت أن:
· سِرُّ المعمودية يتم بالتغطيس في الماء.
· سِرُّ المعمودية جحدٌ وسحقٌ للشيطان وكل جنوده.
· سِرُّ المعمودية ينقذنا من الموت الأبدي، ويدخلنا إلى الحياة الجديدة في أرض الميعاد أي الملكوت.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-youhanna-fayez/biblical-proof-1/baptism-passover.html
تقصير الرابط:
tak.la/bpg5r58