هناك إشاراتٌ سريعة عن سِرِّ المعمودية وممارسته في الكنيسة الرسولية في الأجيال الأولى، لا نريد إغفالها لتكتمل الصورة.
[18] «أَلَعَلَّ بُولُسَ صُلِبَ لأَجْلِكُمْ، أَمْ بِاسْمِ بُولُسَ اعْتَمَدْتُمْ؟ أَشْكُرُ اللهَ أَنِّي لَمْ أُعَمِّدْ أَحَدًا مِنْكُمْ إلاَّ كِرِيسْبُسَ وَغَايُسَ، حَتَّى لاَ يَقُولَ أَحَدٌ إنِّي عَمَّدْتُ بِاسْمِي. وَعَمَّدْتُ أَيْضًا بَيْتَ اسْتِفَانُوسَ. عَدَا ذلِكَ لَسْتُ أَعْلَمُ هَلْ عَمَّدْتُ أَحَدًا آخَرَ» (1كورنثوس1: 13-16).
وهذا النَّصُّ الكتابي يشير إلى أن:
· المعمودية سِرٌّ مقدسٌ مارسته الكنيسة الأولى في عصر الرسل.وإن كان مار بولس قد تخصص في الكرازة، إلا أنه كان يشترك أحيانًا في ممارسة هذا السر.
· القديس مار بولس لم يُعَمِّد اسْتِفَانُوسَ وحده بل عمَّد استفانوس وبيته بما في هذا البيت الذي دخل إلى الإيمان بالمسيحية من أفراد، رجالًا ونساءً، كبارًا وصغارًا.
وفي رسالة القديس بولس الرسول الأولى أيضًا إلى كورنثوس يقول:
في هذا النص: ينظر الرسول إلى ماء المعمودية، كمادة منظورة فيقول: «اغْتَسَلْتُمْ». ينظر إلى الروح القدس الذي يُعطِي الإنسان الولادة الجديدة ويغفر الخطايا السابقة على المعمودية، وهذه هِيَ الفاعلية غير المنظورة في السر فيقول «بَلْ تَقَدَّسْتُمْ».
فالمنظور في سِرِّ المعمودية هو التغطيس في الماء على اسم الرب يسوع؛ لذلك قال «اغْتَسَلْتُمْ... بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ».
وغير المنظور في السِرِّ هو الولادة الجديدة بالروح القدوس لذلك قال:
«بَلْ تَقَدَّسْتُمْ... بِرُوحِ إلهِنَا». ولعل حديث مار بولس عن المعمودية يشبه نبوة حزقيال النبي حينما قال «فَحَمَّمْتُكِ بِالْمَاءِ وَغَسَلْتُ عَنْكِ دِمَاءَكِ وَمَسَحْتُكِ بِالزَّيْتِ» (حزقيال16: 9).
فالمعمودية في ظاهرها حميمٌ بالماء أو تغطيسٌ فيه، وفي حقيقتها غسلٌ من الخطيئة (الدم) وتطهير منها؛ لذلك قال وغسلتُ عنكِ دماءَكِ. أما «وَمَسَحْتُكِ بِالزَّيْتِ» فهي إشارةٌ إلى سِرِّ المَيْرُون بعد المعمودية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-youhanna-fayez/biblical-proof-1/baptism-early-era.html
تقصير الرابط:
tak.la/vb28yw3