سِرُّ المعمودية لمغفرة الخطية
يعترضون بأن المعمودية لا تغفر الخطايا، بينما تُغفَر الخطية بالتوبة فقط.
ونحن نجيب:
(1) سَجَّل سفر الأعمال حديث القديس بطرس في يوم الخمسين للجماهير التي احتشدت «فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: "تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.» (أعمال2: 37، 39).
(2) في قصة اهتداء شاول الطرسوسي (بولس الرسول)، قال له الأسقف حنانيا الذي أرسله إليه الرب برؤيا «الآنَ لِمَاذَا تَتَوَانَى؟ قُمْ وَاعْتَمِدْ وَاغْسِلْ خَطَايَاكَ دَاعِيًا بِاسْمِ الرَّبِّ» (أعمال22: 16)
(3) يقول القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية: «لأَنَّ الَّذِي مَاتَ قَدْ تَبَرَّأَ مِنَ الْخَطِيَّةِ» (رومية6: 7)
وليس من المعقول أن يكون الموت الجسدي العادي يُبَرِّئ من الخطية، وإلا لتبرأ كل البشر من الخطية؛ «لأنه أَيُّ إنْسَانٍ يَحْيَا وَلاَ يَرَى الْمَوْتَ» (مزمور 89: 48).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
فما معنى «لأَنَّ الَّذِي مَاتَ قَدْ تَبَرَّأَ مِنَ الْخَطِيَّةِ» إذن؟
نستطيع أن ندرك معناها عندما نقرأ الآيات السابقة على هذه الآية.
«أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ، فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ(في الحياة الجديدة)؟ لأَنَّهُ إنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ، نَصِيرُ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ... لأَنَّ الَّذِي مَاتَ قَدْ تَبَرَّأَ مِنَ الْخَطِيَّةِ...» (رومية6: 3-7).
فالموت هنا تفسره الآية «فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ». ومن هنا يأتي معنى الآية «لأَنَّ الَّذِي مَاتَ (بالمعمودية) قَدْ تَبَرَّأَ مِنَ الْخَطِيَّةِ».
فالمعمودية إذن تُبَرِّئُ الإنسان من الخطية.
(4) والقديس بولس الرسول أيضًا في رسالته إلى كولوسي يقول: «وَبِهِ -بالمسيح- أَيْضًا خُتِنْتُمْ خِتَانًا غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، بِخَلْعِ جِسْمِ خَطَايَا الْبَشَرِيَّةِ، بِخِتَانِ الْمَسِيحِ. مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا أُقِمْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ بِإيمَانِ عَمَلِ اللهِ، الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ» (كو2: 11، 12). فالمعمودية هنا خلْع جسم خطايا البَشَرِيّة، ولذلك كان يرمز لها بالختان.
(5) أخيرًا كتب القديس بطرس الرسول في رسالته الجامعة الأولى عن الفُلْك «الَّذِي مِثَالُهُ يُخَلِّصُنَا نَحْنُ الآنَ، أَيِ الْمَعْمُودِيَّةُ. لاَ إزَالَةُ وَسَخِ الْجَسَدِ، بَلْ سُؤَالُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ عَنِ اللهِ» (1بطرس3: 21)
وهذا يُوَضِّح أن المعمودية في جوهرها ليست مجرد ماء يغسل وسَخ الجسد، بل هِيَ لغفران الخطية. فهي تَغْسِل الضمير وتُنَقِّيه وتجعله ضمير صالح أمام الله.
بينما لا يعتقد البُروتِسْتَانْت بأن هناك علاقة بين المعمودية وغفران الخطية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-youhanna-fayez/biblical-proof-1/baptism-forgiveness.html
تقصير الرابط:
tak.la/4yx52k8