المعمودية شرط للخلاص الأبدي والدخول إلى الملكوت
يعترضون بأن المعمودية علامة خارجية ترمز لمسيحيتنا، ولا دَخْلَ لها بخلاصنا الأبدي. فالكتاب يقول «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ» (أعمال16: 31).
ونحن نجيب بأن المعمودية شرْط للخلاص الأبدي، وبها ندخل إلى الملكوت والنصوص الكتابية التالية تُوَضِّح ذلك:
(1) يقول الرب يسوع في حديثه مع نيقوديموس:
«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ»
«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ» (يوحنا3: 3، 5)
وواضح هنا أن المعمودية هِيَ الولادة من الماء والروح، أو الولادة من فوق أي من الله، وبدونها لا نقدر أن ندخل ولا نرى ملكوت الله. فهي إذَن شرط من شروط الدخول إلى الملكوت.
(2) قال الرب يسوع في حديثه الأخير للآباء الرُّسُل الأحد عشر، أثناء ظهوره لهم قبيل الصعود، كآخِر وصية لهم: «اذْهَبُوا إلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ» (مرقس16: 14-16).
وهنا يُوَضِّح الرب أن المعمودية أحد شروط الخلاص، نحن لا نقول الشرط الوحيد. فالإيمان والأعمال وسِرُّ التناول والمحبة و... كلها شروط أيضًا للخلاص[11].
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
(3) في قصة معمودية حافظ سجن فِيلِبِّي، كان سؤال حافظ السجن للقديسين بولس وسيلا «يَا سَيِّدَيَّ، مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ؟» فكانت إجابة القديسَيْن بولس وسيلا تُقَدِّم شرطَيَنِ: أولهما نظري والآخَر عمَلِي.
فأولهما: «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ» (حديث عن الإيمان).
وثانيهما: «وَكَلَّمَاهُ وَجَمِيعَ مَنْ فِي بَيْتِهِ بِكَلِمَةِ الرَّبِّ. فَأَخَذَهُمَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مِنَ اللَّيْلِ[12] ... وَاعْتَمَدَ فِي الْحَالِ هُوَ وَالَّذِينَ لَهُ أَجْمَعُونَ». (أعمال16: 31، 33) (أي اعتمدوا).
وهنا يتضح أن المعمودية أحد شروط الخلاص، بل هِيَ شرط هام، لدرجة أن القديس بولس في منتصف الليل أخذه وكلمه هو وأهل بيته وعمدهم جميعًا... إنها خطوة أساسية من خطوات الخلاص بجوار الإيمان بالسيد المسيح.
(4) في رسالة مار بولس الرسول إلى تلميذه الأسقف تيطس يقول:
«لاَ بِأَعْمَال فِي بِرّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ» (تيطس3: 5)
وهنا يُظْهِر أن المعمودية بالماء (غسْل)، وبالروح (وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ) شرط من شروط الخلاص «خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ».
وهنا يجب الربط بين (تيطس3: 5)، (1كورنثوس6: 11) وبين (حزقيال16: 9) كما سبق أن أشرنا.
(5) ومن أشهر الآيات وأوضحها التي تثبت أن المعمودية أحد شروط الخلاص، قَوْل القديس بطرس الرسول «إذْ عَصَتْ قَدِيمًا، حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللهِ تَنْتَظِرُ مَرَّةً فِي أَيَّامِ نُوحٍ، إذْ كَانَ الْفُلْكُ يُبْنَى، الَّذِي فِيهِ خَلَصَ قَلِيلُونَ، أَيْ ثَمَانِي أَنْفُسٍ بِالْمَاءِ. الَّذِي مِثَالُهُ يُخَلِّصُنَا نَحْنُ الآنَ، أَيِ الْمَعْمُودِيَّةُ» (1بطرس3: 20،21).
كان فلك نوح في العهد القديم رمزًا للمعمودية في العهد الجديد. فقد كان سبب خلاص وحياة الذين التجأوا إليه بأمر الرب الإله، وهكذا المعمودية الآن سبب خلاص الذين يلتجئون إليها في العهد الجديد «الَّذِي مِثَالُهُ يُخَلِّصُنَا نَحْنُ الآنَ -في العهد الجديد- أَيِ الْمَعْمُودِيَّةُ.»
بينما تعتقد الجماعات البُروتِسْتَانْتية أن الخلاص يتم بالإيمان بالرب يسوع فقط، أما المعمودية فلا دخْلَ لها في الخلاص، وهو إيمان غير كتابي.
_____
[11] اُنظر كتابنا "الرد على بدعة الخلاص المجاني".
[12] نحو نصف الليل (أعمال 16: 25).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-youhanna-fayez/biblical-proof-1/baptism-condition.html
تقصير الرابط:
tak.la/mj2q9yh