 |
في ترتيب عجيب وفائق تجتمع الكنيسة لتبدأ بصلوات السواعي، ثم تنشد التسبحة وبعد ذلك ترفع بخور عشية. تقدم هذه العبادة المُثَلَّثَة الجوانب للنفس إمكانية العبادة بروح إنجيلي صادق، فتدرك أنه يليق بها أن تمارس العبادة بلا انقطاع، كل ساعات غربتها على الأرض، تصلي بروح الجماعة والشركة، وتنسى بالحب نفسها لتطلب ما هو للغير.
أولًا: في صلوات (تسبحة) السواعي (التاسعة والغروب والنوم) يعلن المؤمنون أنهم يكرسون كل ساعات غربتهم النهارية والليلية للتسبيح للّه، فيكون الكل كملائكة اللّه. يشتهون لو تحولت كل حياتهم إلى تسبيح غير منقطع!
ثانيًا: في تسبحة العشية تدعو الكنيسة كل الأمم ليأتوا ويشتركوا معها في التسبيح كما أن السمائيين والأرضيين مدعوون أيضًا للتسبيح.
إنها تطلب من الأمم أن ينضموا إلى جسد الرب المتهلل، ليصير الكل كنيسة واحدة أعضاؤها هم السمائيون والأرضيون؛ لا بل وتدعو الكنيسة حتى الخليقة المادية من كواكب وأشجار ومياه وجبال وتلال... أن تشترك في التسبيح للّه خالق الكل!
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
ثالثًا: بعد ذلك يبدأ رفع بخور عشية بذهنٍ يحمل المفاهيم السابقة، لكن الخط الرئيسي في هذا الطقس هو أن ينسى الإنسان نفسه في حبه للّه والناس، فيشتهي وهو يطلب غفران خطايا كل البشرية ألا يطلب ما لنفسه بل ما هو للآخرين، حتى بالنسبة للراقدين...
طقس رفع البخور في الواقع هو شفاعات الكنيسة المجاهدة من أجل كل عضوٍ، بل ومن أجل العالم كله، وأيضًا الراقدين! هذا ما ينبغي أن نختبره أثناء رفع بخور العشية وأيضًا باكر!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/praise/intercessions.html
تقصير الرابط:
tak.la/v2v7ahm
