St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   patristic-social-line
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الخط الاجتماعي عند آباء الكنيسة الأولى - القمص تادرس يعقوب ملطي

92- العلامة ترتليان عن عبادة الأوثان والزنا والقتل

 

العلامة ترتليان (160- 220 تقريبًا)

حدد العلامة ترتليان الثلاث خطايا الخطيرة وهي عبادة الأوثان والزنا والقتل دفاعًا عن النفس[23]. ولذلك بالرغم من رغبته الحارة في إبراز الدور الإيجابي للمسيحيين في خدمة الإمبراطور وجيشه، كان مترددًا في قبول المسيحي الالتحاق بالجيش والاشتراك في الحروب.

بالرغم من ذكر ترتليان لوجود المسيحيين في الجيش، وأن الكنيسة تصلي من أجل جيوش الأباطرة لكي تكون شجاعة، لكنه لم يستطع أن يقدم تصالحًا بين هذه الظاهرة والدعوة الإنجيلية للسلام، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.

* لقد بدأنا بالأمس وها نحن قد ملأنا العالم وكل ما يتعلق بكم: المدن، وشقق المنازل، والحصون، والبلاد، والأسواق، والمعسكرات ذاتها، وقبائلكم، ومجالس مدنكم، والقصر الملكي، ومجلس الشيوخ، وأسواق الحوار، الشيء الوحيد الذي تركناه لكم هو المعابد. يمكننا أن نحصي جيوشكم. يوجد عدد كبير من المسيحيين في ولاية واحدة. أي نوع من الحرب نشترك فيها نحن الذين نخضع بإرادتنا للسيف.. فإنه بحسب تعليمنا يُسمح بالأكثر أن نُقتل عن أن تقتل؟![24]

إننا نعيش في العالم، نشاركهم أسواق الحوار والسوق والحمامات والمتاجر والمصانع والفنادق وأيام السوق وكل أنشطة تجارية. إننا لسنا أقل منكم: نبحر في البحر، نخدم في الجيش، نفلح الأرض، نشتري ونبيع[25].

نحن نصلي بغير انقطاع من أجل كل الأباطرة، من أجل امتداد حياتهم، ومن أجل إمبراطورية آمنة، وحماية للقصر الإمبراطوري، وجيوش شجاعة، ومجلس شيوخ ملوكي، ووطنية صادقة، وعالم مملوء سلامًا، ومن أجل كل ما يشتهيه الإمبراطور كإنسان وكقيصر[26].

* كيف يفعل المسيحي ذلك؟ حقًا كيف يمكنه أن يخدم في الجيش حتى في وقت السلام بدون السيف الذي انتزعه يسوع المسيح؟ حتى إن كان الجنود قد جاءوا إلى يوحنا وأخذوا مشورة ماذا يجب أن يفعلوا، حتى إن كان قائد المائة صار مؤمنًا، فإن الرب بطلبه أن يرُد بطرس سيفه إلى غمده، يليق بكل جندي أن يتخلى عن سلاحه فيما بعد. إنه لا يسمح لنا أن نرتدي أي شكل يشير إلى عملٍ خاطئٍ[27].

St-Takla.org Image: The idols of Dan: "took the carved image, the ephod, the household idols, and the molded image", by Tissot (Judges 18:18) صورة في موقع الأنبا تكلا: بنو دان يأخذون التمثال المنحوت والأفود والترافيم والتمثال المسبوك (الأصنام - الأوثان)، رسم الفنان تيسوت (سفر القضاة 18:18)

St-Takla.org Image: The idols of Dan: "took the carved image, the ephod, the household idols, and the molded image", by Tissot (Judges 18:18)

صورة في موقع الأنبا تكلا: بنو دان يأخذون التمثال المنحوت والأفود والترافيم والتمثال المسبوك (الأصنام - الأوثان)، رسم الفنان تيسوت (سفر القضاة 18:18)

قبل معالجة موضوع الإكليل العسكري، أظن يلزمنا أولًا أن نسأل إن كانت الخدمة العسكرية تناسب المسيحيين ككل..

هل يمكن لابن السلام الذي يجب ألا يذهب إلى المحكمة، أن يشترك في معركة؟

هل يمكن لإنسان لا ينتقم لنفسه عن الأخطاء الموجهة ضده، أن يشترك في السلاسل والسجون والتعذيبات وممارسة العقوبات..؟

لهذا فإن ما أن يقبل الإنسان الإيمان، حتى يلتزم بترك الخدمة فورًا، كما يفعل كثيرون[28].

ترتليان

في أيام ترتليان وُجد مسيحيون ملتحقون بالجيش، وكما يقول أنهم كانوا يبررون سلوكهم هذا بأنهم كانوا يتمثلون بيشوع[29]. يبدو لترتليان أنه يُمكن أن يُسمح بالبقاء في الجيش بشرط ألا يعمل الإنسان ما يضاد الإيمان، مثل حراسة المعابد الوثنية والدفاع عنها.

رأينا أن ترتليان يرفض اشتراك المسيحي في خدمة الجيش حتى في أيام السِلْم، إذ يقول: "كيف يشترك المسيحي في الحرب، كيف يمكنه أن يخدم حتى في السلام؟[30]" وذلك لأن الجيش ارتبط بالعبادة الوثنية.

في أيام سبتميوس سويرس Septimuis Severus (193- 211 م.) تزايدت الأعمال الحكومية المدنية باستمرار، وكان يمارسها أشخاص عسكريون. لهذا كان يمكن أن يلتحق الإنسان بالجيش دون أن يشترك في معركة، أو حتى يمارس واجب الشرطة (تأديب المجرمين).

جاء في "التقليد الرسولي" المنسوب للقديس هيبوليتس الروماني:

[الجندي في الرتب الدنيا لا يقتل أحدًا. إن صدر له أمر بذلك لا يطيع، ولا يُقسم. إن كان لا يريد أن يذعن لهذا الاتجاه، فلينسحب (من الكنيسة). إن كان أحد يمارس سلطان السيف أو سلطانًا مدنيًا، ويلبس الأرجوان، فليمتنع عن هذه الوظيفة أو ينسحب.

 الموعوظ أو العضو بين المؤمنين الذي يريد أن يلتحق بالجيش فلينسحب، لكي يُظهر استحقاقًا لله[31].]

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[23] De Pudicitia, 12.

[24] Tertullian: Apology 37:4.

[25] Apology 42:2- 3.

[26] Apology, 30:4.

[27] Tertullian: Idolatry 19:1- 3.

[28] Tertullian: On the Crown, 11:1- 7.

[29] Idolatry,19.

[30] Idoltary, 19.

[31] St. Hippolytus of Rome: The Apostolic Tradition, canon 16.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/tertullian-2.html

تقصير الرابط:
tak.la/qt9w4jm