ارتبطت أعمال المحبة الجماعية كما الفردية بالعبادة الروحية، فصدرت عن قلوبٍ مملوءة حبًا، تقدم هذه الأعمال بفرحٍ ومسرةٍ، كتعبيرٍ حيّ عن الاتحاد مع الله بكونه أب الكل، والاتحاد مع بعضهم البعض كأعضاء في جسدٍ واحدٍ! ما يمارسونه ليس فضلًا منهم، لكنهم يحسبونه أمرًا طبيعيًا ينبع عن عضويتهم في العائلة الإلهية، إن صح التعبير.
* كم بالأكثر يليق بهم أن يُدعوا إخوة، ويُحسبون هكذا، هؤلاء الذين انقادوا إلى معرفة الله بكونه أباهم العام، والذين يشربون روحًا واحدة للقداسة، والذين عانوا في ذات رحم الجهالة، وخرجوا إلى نور الحق.. إذ لنا الفكر الواحد، والروح الواحدة لن نتردد في المشاركة في الخيرات الأرضية مع بعضنا البعض. كل شيءٍ بيننا مشترك ماعدا الزوجات. لقد امتنعت جماعتنا عما يمارسه الآخرون الذين ليس فقط يغتصبون زوجات أصدقائهم، بل وفي أكثر تهاون يقدمون لأصدقائهم زوجاتهم. وكما أظن أنهم يتمثلون بحكماء الأزمنة القديمة مثل سقراط اليوناني، وكاتو Cato الروماني، الذين قدموا زوجاتهم الذين تزوجوا بهن إلى أصدقائهم[1].
_____
[1] Apology 1: 39.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/social-security.html
تقصير الرابط:
tak.la/m69ryhq