يعتبر لاكتانتيوس أن تكوين الدولة أمر طبيعي يعيش فيه الإنسان طبقًا لطبيعته الاجتماعية. وأن الدولة وسيلة ضرورية لإنهاء العنف والخضوع لنظام معين، طالما تستخدم الدولة القوة للسيطرة على الأشرار. فالدولة ضرورة نشأت بسبب الخطية الأصلية، ودخول الشر إلى حياة الإنسان.
يرى القدّيس أمبروسيوس أن بدراسة تصرفات الطيور والنحل والأسماك يحتاج الإنسان أيضًا ليس فقط إلى تنظيمٍ اجتماعيٍ، بل وأيضًا إلى وجود هيكل تنظيمي تتحكم بواسطته الدولة في تدبير أمور المجتمع، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. في رأيه أنه لولا السقوط لكانت الدولة تمارس سلطانها بروح جماعية للمصلحة العامة، لكن السقوط نتج عنه حب السيطرة والطمع مما جعل بعض القادة في الدولة يركز على السلطان وعلى مصلحته الشخصية على حساب المصلحة العامة. ففي رأيه أن قيام الدولة هو لمقاومة الشر وردعه، لكن للأسف عوض محاربة الشر، صار الشر سمة الدولة (متى كان القادة أشرارًا)، لكن لا توجد سلطة شريرة في ذاتها[24]. فالإمبراطور أو الملك ممثل الله إن أحسن استخدام السلطة[25].
يرى القديس أغسطينوس أنه لولا سقوط الإنسان في الخطية، لما صارت هناك حاجة إلى قوانين تردع الإنسان، وسلطة للدولة ل
حفظ السلام الضروري لكل الناس. فالدولة تحفظ السلام الأرضي أو الخارجي ويدعوه سلام بابل Babylon Peace of، الذي لا يُقارن بالسلام الحقيقي لمدينة الله، أو السلام السماوي. يقوم السلام الأرضي على الإلزام والقمع بالعقاب، وهذا يتحقق خلال السلطة السياسية، التي في أيدي أناس خطاة معرَّضين للخطأ. أما الرعية فيلزمها ألا تتمرد على الحاكم بل تقبل العقوبة التي تحل بها بسبب تمردها، كما يليق بها أن تصلي أن يسامح من ظلمها.
_____
[24] Ambrose: Expos. Evang. Lucam, 11: 29- 31.
[25] Ibid.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/man.html
تقصير الرابط:
tak.la/7ydsvrs