كتب القديس يوستين دفاعه في حوالي سنة 150 م. في روما. وجهه إلى الإمبراطور أنطونينوس بيوس Antoninus Pius وابنيه ماركوس أورليوس Marcus Aurelius وليسيوس فيرس Lucius Verus، وقد دعاهم فلاسفة. لقد تعرض المسيحيون في الإمبراطورية إلى التعذيب والتنكيل والتشريد والقتل.
وقد طالب يوستين الأباطرة كرجال حكمةٍ وعلمٍ وعدلٍ وإنسانية ألا يسمعوا إلى أقاويل الحاسدين، بل يتدخلوا بأنفسهم: [يليق بالرعية أن تقدم حسابًا صريحًا عن حياتهم وأفكارهم، ويليق بالحكام أن يصدروا قراراتهم كتابعين للتقوى والفلسفة وليس في عنف بطغيان. بهذا ينتفع كلٌ من الحكام والرعية. وكما قال أحد القدامى: إن لم يصر الحكام والذين تحت حكمهم محبين للحكمة لا يمكن للمدن أن تزدهر[22].]
يعلن القديس يوستين أن المسيحيين يمارسون فضائل الفلاسفة وأن المملكة التي يتطلعون إليها ليست بشرية، إنما هي مملكة الله، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فإن كان المسيحيون ثوارًا، يليق بهم أن يبقوا مختلفين لتحقيق هدفهم. على أي الأحوال الموت لا يرعبهم، لأن رجاءهم لا يكمن في الحياة الحاضرة وهم أفضل حلفاء الأباطرة لتحقيق السلام والتدبير الصالح[23].
_____
[22] St. Justin: I Apology 3: 2- 3.
[23] I Apol. 11: 1- 12: 1.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/justin-1.html
تقصير الرابط:
tak.la/k27dq34