 |
المسيحي الذي يُعِدِّه الروح القدس للمواطنة السماوية، حتمًا يكون نموذجًا صالحًا وفريدًا بين المواطنين. يقدم صورة بهية للمواطن المملوء حبًا وبذلًا، بدافع داخلي إلهي!
* تطلعوا إلى سجونهم، إنها مشحونة بالمجرمين، لكنهم وثنيون[42].
* إذا تعَّرف كل البشر على هذا الحق، لا يريد أحد أن يختار ولو إلى فترة قصيرة من الرذيلة.. إذ يحاول الأشرار أن يهربوا من العقوبات، ليس لأن قوانينكم غير عادلة، ولكن بالحق لأنهم يعرفون أنهم إذ يرتكبون أفعالهم الشريرة توجد لديهم فرصة الهروب منكم لأنهم بشر. أما إذا تعلموا وآمنوا أنه لا يوجد احتمال للهروب من الله، فإنهم ليس فقط في تصرفاتهم بل وحتى في أفكارهم متى كانوا يخشون الجزاءات التي تهددهم، حتمًا يلتزمون بالسلوك بلياقة، وأنتم توافقون على ذلك. أما أنتم (أيها الأباطرة) تبدون كمن يخشون أن يسلك كل البشر بلياقة، فلا تجدون من تعاقبونه. هذه ليست مشاعر حكام صالحين، بل مشاعر جلادين[43].
* لكن ماذا يكون سلطان القوانين البشرية عندما ينجح الإنسان في المراوغة فيها، فغالبًا ما تبقى جرائمه مخفية. وأحيانًا لا يبالي بالقوانين حيث يصمم الشخص على انتهاكها، وأحيانًا تحت الضرورة، غير مبالٍ بالعقوبة التي لا تتعدى الموت. كمثال استهان أبيقور Epicurus بكل العذابات والحزن، قائلًا بأنها إما تافهة أو يمكن تجاهلها، أو عظيمة لكنها لا تدوم. أما نحن الذين حياتنا مفحوصة بدقة بواسطة الله الذي يرى كل شيء، ونتوقع جزاء أبديًا منه، فإننا بحقٍ نمارس فقط أعمال البّر، إما من أجل كمال الحكمة الممنوحة لنا، أو بسبب استحالة اختفائنا منه، وأن العقوبات التي تهددنا ليست فقط لمدى طويل وإنما أبدية. فإننا نخشى الكائن هذا الذي يليق بالذين يحكموننا أن يخشوه، حيث أننا نخشى الله وليس الحاكم[44].
أخيرًا يقول العلامة ترتليان إن الدولة التي تقتل أفضل مواطنيها، المسيحيين، إنما تضر نفسها[45].
_____
[42] Apology, 44.
[43] Apology 1: 12.
[44] Apology, 45.
[45]Apology, 44
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/good-citizen.html
تقصير الرابط:
tak.la/qqbpnv7
