لا يحاول المسيحي التهرب من القوانين والأنظمة التي تحكم البيت والمدرسة والعمل والمؤسسات التي ينتهي إليها كما الدولة والمجتمع البشري، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. يرى في طاعته للقوانين شركة مع السيد المسيح الذي في حبه لنا أطاع، بل وأطاع حتى القديسة مريم والقديس يوسف النجار اللذين من خليقته.
يعلن تاتيان (في القرن الثاني) أنه مستعد لدفع الضرائب. وخدمة الإمبراطور والطاعة له، لكنه لن يدفع جزية العبادة له، لأن "الإنسان يُكرم كإنسانٍ، والله وحده نخافه"[46].
يقدم لنا كثير من قادة الحركات الرهبانية صورًا رائعة للاعتزاز بممارسة الطاعة ومفاهيمها.
* بواسطة فضيلة الطاعة المضادّة لهذا الشر (عدم العفة) يمكن تنقية مرض النفس الخبيث المتقيِّح، لأن الكتاب يقول: "هوذا الاستماع (أو الطاعة) أفضل من الذبيحة" (1 صم 15: 22).
* عندما نعيش، أيتها الأخوات، في شركة فلنفضِّل الطاعة على النسك، لأنّ الثانية تعلِّم العجرفة بينما تجلب الأولى التواضع.
* تحمَّل القديس (يوليانوس الناسك) الاضطهاد والطاعة، فصار مستحقًا للتطويب من القائل: "طوبى للمساكين بالروح لأنّ لهم ملكوت السماوات" (مت5: 3). إنّ عيني تسكبان الدموع على مفارقة إنسان الله..!
* الطاعة هي فخر الراهب، فمَنْ يقتنيها يسمع الله صلاته ويقوم أمام المصلوب رب المجد بدالة، لأن إلهنا من أجل طاعته لأبيه صُلِب عنا (أو: لأن الرب المصلوب صار مطيعًا حتى الموت).
القديس هيبريشيوس الكاهن
* اُنظر يا بُنيَّ، كم أن الطاعة صالحة عندما تُتخذ لأجل الرب! لقد فهمتم، يا أولادي، جزئيًا عناصر هذه الفضيلة. إيه أيتها الطاعة فاتحة السماوات، وجاعلة البشر يصعدون إلى هناك من الأرض! أيتها الطاعة طعام جميع القديسين الذين رضعوا من لبنك، والتي بواسطتك صاروا كاملين! إيه أيتها الطاعة رفيقة الملائكة.
القديس الأب روفس
* إنه بالطاعة والتمسكن تخضع لنا الوحوش.
* إن أُمِرتَ بشيءٍ يوافق مشيئة الله فاحفظه، وإن أُمِرتَ بما يخالف الوصايا فقُل إنّ الطاعة لله أَولى من الطاعة للناس (أع5: 29)، واذكر قول الرب إنّ "غنمي تعرف صوتي وتتبعني ولا تتبع الغريب" (يو10: 4و5).
* اعتبر نفسك لا شيء، لأنّ عدم اعتبارك لنفسك هو دليل التواضع، والتواضع يلد المعرفة، والمعرفة تلد الإيمان، والإيمان يلد الطاعة لله، والطاعة لله تلد المحبة الأخوية“.
* الراهب الذي في زمان الطاعة والخضوع اختار لنفسه الراحة والحرية، ففي زمان الراحة الحقيقية بالعدل يبكي ويجوع ويشقى بالندامة ويشعر بالضنى.
* يا بُنيَّ اقتنِ لكَ الطاعة الحميدة.
_____
[46] Oratio ad Graecos, 4: 1; 27: 2.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/abiding.html
تقصير الرابط:
tak.la/twc968y