St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   patristic-social-line
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الخط الاجتماعي عند آباء الكنيسة الأولى - القمص تادرس يعقوب ملطي

196- امتلك الزمنيات ولا تدعها تمتلكك

 

St-Takla.org Image: "La main (Les remords de conscience), The Hand [The Remorse of Conscience])," by Salvador Dali, 1930, Salvador Dalí Museum, St. Petersburg, FL, USA صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة الفنان سالفادور دالي: اليد، ندم الضمير، 1930، متحف سلفادور دالي، سانت بيترزبيرج، فلوريدا، أمريكا

St-Takla.org Image: "La main (Les remords de conscience), The Hand [The Remorse of Conscience])," by Salvador Dali, 1930, Salvador Dalí Museum, St. Petersburg, FL, USA

صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة الفنان سالفادور دالي: اليد، ندم الضمير، 1930، متحف سلفادور دالي، سانت بيترزبيرج، فلوريدا، أمريكا

* يوجد في الكنيسة الجامعة (الكاثوليكية) عدد ضخم من المؤمنين لا يستخدمون الخيرات الدنيوية، ويوجد آخرون يستخدمونها وكأنهم لا يستخدمونها، كما قال الرسول (1 كو 7: 31). هذا ظهر عندما أُلزم المسيحيون على عبادة الأوثان في وقتٍ ما، فكم من أثرياء وأصحاب بيوت وتجار وجنود، وكم من قادة مدنيين وأشراف، من كلا الجنسين تعذبوا من أجل الإيمان والتقوى، تخلوا عن كل تلك الخيرات الباطلة الزمنية التي كانوا يستخدمونها، ولكنهم لم يُستعبدوا لها. بهذا أثبتوا لغير المؤمنين أنهم امتلكوا هذه الأشياء دون أن تمتلكهم[21].

* أية راحة يُمكن لهذه (الممتلكات) أن تجلبها، عندما يكون من الأفضل ألا نحتاج إليها من أن لا نتمسك بها؟ وعندما يعذبنا الاشتياق الشديد لامتلاكها بل ويكون العذاب أعظم من الخوف بأن نفقدها بعد أن نمتلكها؟ ليس بمثل هذه الممتلكات يصير الناس صالحين، وإنما بعدما يصيرون صالحين يجعلون هذه الأشياء صالحة باستخدامها بطريقة صالحة. لذلك لا توجد راحة صادقة في هذه الأشياء، بل بالأحرى توجد الراحة حيث توجد الحياة الحقيقية. وسعادة الإنسان تأتي بالضرورة من ذات مصدر صلاحه[22].

* كيف يليق بالزوجات أن تسلكن تجاه أزواجهن، والأزواج تجاه الزوجات، والأبناء نحو الوالدين، والآباء نحو الأبناء، والخدم نحو سادتهم، والسادة نحو خدامهم؛ إذ كيف يمكن أن يتحقق هذا بدون منزل وممتلكات الأسرة؟[23]

* على الرغم من امتلاك (بعض) المسيحيين الأغنياء ثروات، لكنها لا تمتلكهم، لأنهم بالحق تخلوا عن العالم في قلوبهم، ولا يلقون رجاءهم على مثل هذه الممتلكات. إنهم يستخدمون نظامًا سليمًا في تدريب زوجاتهم وأبنائهم وكل أهل بيوتهم أن يتمسكوا بالدين المسيحي؛ تفيض بيوتهم بكرم الضيافة.. ويقدمون خبزًا للجائعين، ويكسون العرايا، ويفتدون الأسرى، مدخرين لأنفسهم أساسًا حسنًا للمستقبل لكي يمسكوا بالحياة الأبدية (1 تي 6: 19).[24]

* إن أردنا أن نرجع إلى بلدنا الأصلي حيث توجد سعادتنا، يلزمنا أن نستخدم هذا العالم، لا أن نتمتع به، لكي ما نرى "أمور الله غير المنظورة مُدركة بالمصنوعات" (رو 1: 20). بمعنى أننا ندرك الأبدي الروحي من خلال ما هو جسدي وقتي.[25]

القديس أغسطينوس

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[21] The way of Life of the Catholic Church ,1:35:77.

[22].Letters, 130 to Proba,3.

[23] Letters, 157 to Hilarius, 30

[24] Letters, 157 to Hialarius, 35

[25] Christian Instruction, 1:3:4


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/doesnt-own-you.html

تقصير الرابط:
tak.la/nt944ws