* المخلوق المحتاج يلزم أن يكون مساويًا للذي عنده نصيب أوفر، ومن لديه عجز يجب أن يسد عجزه من لديه وفرة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. هذا هو القانون الذي تقدمه الرحمة للبشر بخصوص المحتاجين.. الرحمة هي نزعة محبة نحو الذين يعانون من ضيقٍ. فكما أن القسوة والعنف مصدرهما البغض، هكذا أيضًا الرحمة تنبع عن الحب، وبدونه لا وجود لها.. فالإنسان الذي له هذا الروح هو مطوَّب، حيث يبلغ قمة الفضيلة[66].
* لا تحتقروهم برفضهم، ولا تظنوا أنهم بلا قيمة. تأملوا من هو (شخص السيد المسيح) فتدركوا كرامتهم، فإنهم أخذوا على عاتقهم أن يحملوا شخص مخلصنا. فإن هذا الرءوف يقرضهم شخصه ليُخجل بهم القساة وكارهي الفقراء. وذلك مثل أناس يرفعون صورة إمبراطورهم ضد الذين يودون استخدام العنف معهم، فيخجلونهم بصورة الرئيس. الفقراء هم كنوز الصالحات التي نترقبها؛ هم حفظة أبواب الملكوت، يفتحونها للرحماء، ويغلقونها أمام القساة غير الرحومين، إنهم أقوى المتهمين، وأفضل المدافعين؛ لا يتهمون أو يدافعون بالكلمات، وإنما يتطلع الرب إلى ما يُصنع معهم، وكل عمل يصرخ بصوتٍ عالٍ أعظم من المذيع، إلى ذاك الذي يفحص القلوب[67].
_____
[66] On the Beatitudes, homily 5. PG 44:1252.
[67] Love for the Poor, PG 44:453.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/dignity.html
تقصير الرابط:
tak.la/7xffy74