[لم يحسب أسلافنا القتل في الحرب جريمة قتل، بل كما أفهم سمحوا بذلك للذين يحاربون في جانبٍ من الاعتدال والتقوى. ومع ذلك حسن أن يُنصح الذين تلطخت أياديهم أن يمتنعوا عن الشركة لمدة ثلاث سنوات[83].]
لقد رفض القديس باسيليوس أن تمتد أيدي من استخدم العنف إلى المقدسات. هذه الحساسية نجدها في القديس المعاصر له أمبروسيوس الذي يصر ألا يستخدم الكهنة العنف تحت أي ظرف.
[تعرفت على شخص أوضح لي أنه يمكن لمن هو في مهنة عسكرية أن يحتفظ بحب كامل لله، وأن المسيحي يلزم أن يُوصف لا بحسب الملابس التي يرتديها، بل بحسب وضع نفسه[84].]
[لا نفترض في الإنسان أنه يقتل، لكن قتل العدو في المعركة قانوني وممدوح. لذلك فالأفراد الذين يميزون أنفسهم في الحرب يُحسبون أهلًا لكرامات عظيمة[85].]
كما كتب بكل رصانة إلى قائد الجيش فيكتور: [أنت تتصرَّف لا لترضي الناس، بل لترضي الله الذي كرمك[86].]
وفي حديثه عن احتمال الألم كتب: [أيها الأحبَّاء، هل التجربة صعبة؟ دعونا نحتمل المصاعب، لأنه ليس أحد يتجنَّب الرماح وتراب المعركة يفوز بالإكليل. هل العدو يخدعكم، وحربه بلا فائدة؟[87]]
وفي حديثه عن المعركة سماوية مع إبليس يقتبس تشبيهه من نظام الجيش وقوانينه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فيقول:
[مهوبة هي القوانين التي يصدرها ملك للعامة الخاضعين له. لكن أكثر مهابة وملوكية تلك الأوامر التي يوجهها لجنوده.
كما تُعلن الأوامر العسكرية هكذا ليت الإنسان يصغي، ذاك الذي يود أن يتأهل لاستحقاق سماوي عظيم، هذا الذي يتوق أن يكون رفيقًا للمسيح في المعركة على الدوام. هذا الذي يعطي أذنًا للكلمة القديرة: "إن كان أحد يخدمني فليتبعني، وحيث أكون أنا هناك أيضًا يكون خادمي" (يو 13: 26). أين هو المسيح الملك؟ إن أردت التأكد، إنه في السماء!
يليق به كجندي (المسيح) أن يوجه سبيله إلى هناك. ينسى كل المباهج الأرضية.
الجندي لا يبني بيتًا، ولا يتوق إلى امتلاك أراضٍ.
لا يشغل نفسه بتجارة مراوغة لتكريس المال. "ليس أحد وهو يتجند يرتبك بأعمال الحياة لكي يُرضي من جنده" (2 تي 2: 4).
يتمتع الجندي بالقوت الذي يمده به الملك، لا يحتاج أن يدبر قوته، ولا أن يرتبك بهذا.
بقرار ملوكي يُفتح له بيت كل ما فيه خاضع للملك. لا يُطلب منه أن يتعب نفسه ببناء بيتٍ. خيمته توجد في الطريق المفتوح، ويأخذ طعامه قدر الضرورة. شربه هو الماء. هجعات نومه الخفيفة قدر ما تحتاج الطبيعة. تحركاته وأسهاره كثيرة، احتماله للحر والبرد، لقاءاته مع العدو، المخاطر الرديئة العظيمة، وربما يواجه الموت، لكنه موت مجيد يتبعه مكافاءات الملك وعطاياه[88].]
_____
[83] Letter 188:13.
[84] Letter 106.
[85] St. Basil: Letter to Amun. PG 26:1173 (Before 356).
[86] Epistle 152:2.
[87] Letter, 240. ترجمة دكتورة ايفا ادوارد بدمياط
[88] An Introduction to the Ascetical Life, (Frs. Of the Church, volume 9, p. 9).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/basil.html
تقصير الرابط:
tak.la/x82xjph