أخبريني يا أمي، ما هو سرُّ جمالكِ؟ هوذا السمائيون والبشريون يُعجَبون بكِ!
*لقد حملتِ شمس البرِّ فيك، فأشرق بنوره عليكِ، وسكب بهاءه على قلبكِ وعقلكِ!
في تواضعٍ وحبٍ سُررتِ بتجسد الكلي القداسة فيكِ.
صرتِ أيقونة جميلة، من ينظر إليكِ يرى بهاء ابنكِ الحبيب على وجهكِ.
* تطلَّع إليكِ القدِّيس باسيليوس الكبير، وإذ بُهِرَ بجمالك، قال:
أيَّتها العذراء الفائقة القداسة، كل الألقاب والتماجيد التي أُضفيها عليكِ لا تكفي،
ولا تُعَبِّر عن شيء يليق بكِ[2].
* تطلع إليكِ القديس مار يعقوب السروجي، وإذ بُهِرَ بجمالك، قال:
كيف يمكنني أن أُصَوِّرَ صورة هذه الفائقة الجمال بألوان بسيطة، إذ لا يمكن مزجها لتصويرها؟ فهي أيضًا غير لائقة بها. صورة جمالها أكثر مجدًا وسموًا عن كل تصوُّري،
فلستُ أجرؤ أن أَدَع عقلي يرسم صورةً لمحياها.
إنها السماء الثانية، التي حلَّ في حضنها رب الأعالي، وأشرق منها ليطرد الظلمة من الأرض.
المباركة في النساء، ولدت ذاك الذي أزال لعنة الأرض (تك 3: 17-18)،
ومنذ عهدها انتهى القصاص.
العفيفة والمملوءة بجمال القداسة، يعجز لساني عن أن ينطق بكلمة واحدة بخصوصها.
ابنة الفقراء أصبحت أُمًا لربِّ الملوك، وأعطت الغِنَى للعالم المُحتاج ليحيا به.
السفينة الحاملة للكنوز والبركات من بيت الآب التي جاءت وسكبت غناها على عالمنا المُقفِر.
الحقل الجيد الذي بغير بذار أنبت حزمة، وبغير حرث أثمر ثمرًا عظيمًا.
حواء الثانية التي ولدت الحياة للمائتين، ودفعت الديون ومزقَّت صك حواء أمها بصليب ابنها.
الصبية التي ساعدت السيدة العجوز الساقطة (حواء)، وأقامتها من سقطتها حيث ألقتها الحية.
العذراء التي بغير زواج، بأعجوبة صارت أمًا، والأم التي بقيت بغير تغيير في بتوليتها.
الابنة التي حاكت ثياب المجد[3]، وأعطتها لأبيها، ليتغَطّى بها إذ كان عريانًا بين الأشجار.
الفتاة التي صارت مثل مركبة السمائيين (حز 1)، وبقداسة حملت الإله الوحيد القدير حامل الخليقة (كو 1: 17؛ عب 1: 3).
العروس التي حبلت مع أنها لم ترَ العريس نهائيًا، وولدت طفلًا دون أن تذهب إلى مكان أبيه[4].
← ابحث في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمزيد من المقالات والكتب والصلوات...
* أنتِ البتول الطاهرة! اتَّسَمت نفسكِ وروحكِ مع جسدك بالبتولية الدائمة!
عشتِ مع رجلكِ، وتعهدتما حياة البتولية، في علاقة ودٍّ أُسري مثالي في أروع صورة!
وُلِدَ مُخَلِّص العالم منكِ أيتها البتول لتأكيد لاهوته، وفي نفس الوقت في أسرة مثالية.
بهذا تُكرَّم البتولية، ولا يستخف أحد بالحياة الأسرية والزوجية.
ارتَبَك الشرير (إبليس) الذي كان على الدوام يريد أن يفترس العذارى،
حتى بعد سماعه إعلان النبي: "ها العذراء تحبل وتلد ابنًا" (إش 7: 14).
خُدِعَ مُجَرِّب البتول، إذ عرف أن مجيء الرب في الجسد يتبعه تحطيم مملكته[5].
إنه لم يعرف هل أنتِ بتول أم زوجة!
* اسألي الرب معي كي يُعلِن سكناه في قلبي.
لا يجسر عدو الخير أن يتسلَّل إلى قلبي وفكري. ولا يطيق أن يرى المُخَلِّص يمسك بدفة حياتي.
من يُنَقِّي قلبي وفكري وأحاسيسي وعواطفي سوى ابنكِ الحبيب؟!
ليملك ابنكِ على أعماقي، وليُقِم ملكوته في داخلي.
ابنكِ الطالب صلواتك
_____
[2] الأب الياس كويتر المخلصي: القديس باسيليوس الكبير، ص 52.
[3] يقول القديس أفراهاط عن السيد المسيح: "إنه ثوب ورداء المجد الذي يرتديه كل المنتصرين" Demonstration 14.
[4] ميمر 196 عن العذراء الطوباوية والدة الإله مريم.
[5] On the Holy Generation of Christ, 3. PG 31:1464C.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/mary-3-mother-of-god/christ-icon.html
تقصير الرابط:
tak.la/bkvg438