مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب أحاديث مبسطة عن القداس الإلهي أو الإفخارستيا - القمص تادرس يعقوب ملطي

12- القداس رحلة إلى السماء | أقسام القداس

 

3

القداس الإلهي رحلة إلى السماء

 

القداس الإلهي في جوهره هو رحلة إلى السماء، تعيشها الكنيسة كما يعيشها كل مؤمن فيها، كاهنًا كان أم من الشعب. لذا يصعب تقسيمه إلى وحدات منفصلة، اللهم إلا لأجل الدراسة والفهم الروحي ومتابعة القداس الإلهي، لا بالاستماع إليه، بل بالشركة فيه.

St-Takla.org Image: "And this cup also" - Holy Liturgy (Mass), by Monk Father Dioscorus Avva Mina, at Saint Mina Monastery, Mariout, December 22, 2010. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org. صورة في موقع الأنبا تكلا: "وهذه الكأس أيضا" - صور قداس الأب الراهب القس ديسقوروس آفا مينا، في دير القديس الشهيد مارمينا بصحراء مريوط، 22 ديسمبر 2010 م. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت.

أقسام القداس الإلهي

في الكنيسة الأولى يحوي القداس الإلهي جزئين رئيسيين:

1. ليتورجيا الموعوظين: يغلب عليها الطابع التعليمي والوعظي والكرازي دون تجاهل للجانب التعبدي. يسميها بعض الدارسين السيناكزس Synaxis.

2. ليتورجيا المؤمنين، أو الإفخارستيا، وبالقبطية "الأنافورا"، مقتبسة عن اليونانية لتعني "رفع (الإنسان أو الشيء) إلى فوق"، وهي عمل تعبدي عميق يرتفع بنا الروح القدس إلى السماء عينها لنلتقي بالمسيح الذبيح القائم من الأموات ونتحد به، دون تجاهل للجانب التعليمي.

يرى البعض أن القسمين كانا منفصلين في جميع الكنائس وتلاحما معًا في القرن الرابع حتى صارا يمثلا طقسًا واحدًا.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

أقسام القداس الإلهي القبطي

الليتورجيا الإلهية هي رحلة إلى السماء ننعم بها بالروح القدس في صحبة ربنا يسوع المسيح لنثبت فيه وهو فينا، فنجد لنا موضعًا في حضن أبيه:

 

1. التسبحة والخدمة الإلهية (رفع بخور باكر Matins): هما إعداد لهذه الرحلة، أو قل هما دعوة موجهة إلى العالم كله، المنظور وغير المنظور، العاقل وغير العاقل، لكي يدخل الجميع في حياة تسبيح للّه الخالق والمخلص.

قبلما تبدأ صلوات الليتورجيا يحمل الكاهن مع الشعب كل الخليقة في صحبتهم ليسبحوا المخلص ويدخلوا معه في مناجاة... إننا نتهلل أننا نشارك السمائيين تسابيحهم، وندعو السماء والأرض حتى الحيوانات والطيور والجبال والأنهار وكل خليقة أن تمجد الخالق!

يلتف السمائيون مع الأرضيون حول "الصليب" ليرنموا لحمل اللّه حامل خطية العالم، هذا الذي يدخل بنا نحن الأرضيين إلى شركة أمجاده السماوية.

هذا مع رفع القلب للصلاة من أجل كل احتياجات الكنيسة والبشرية.

عبَّر عن هذه الحالة من التهليل القديس بطرس خاتم الشهداء حينما تحدث عن عماد السيد المسيح، كيف تهللت كل الخليقة به، ويمكننا أن ننطق بنفس الكلمات بخصوص سر الأفخارستيا.

[اليوم يمتلئ العالم كله فرحًا،

سكان السماء يبتهجون،

والملائكة تعيد،

وكل البشرية تتهلل!

الفردوس يصرخ عاليًا،

والجَلَد كله يرقص!

والقطيع في المراعي يثب متهللًا،

حيوانات الحقل تصرخ.

جميع المياه تصفق بالأيادى!

تحولت الرائحة الكريهة إلى عطور طيبة،

والظلمة إلى نورٍ!

تبسط كل الأشجار أغصانها⁽²⁴⁾!]

 

2. تقدمة الحمل: قديمًا كان هذا الطقس جزءً من ليتورجيا المؤمنين، لكن منذ القرن الخامس صار هذا الطقس يُمارس قبل ليتورجيا الموعوظين حتى يتهيأ الشعب لتجديد العهد مع اللّه خلال سماعهم كلمة اللّه وتمتعهم بالشركة في الأسرار المقدسة.

على أي الأحوال، في بدء انطلاق الرحلة يليق بالكنيسة أن تتعرف على حساب النفقة، فتلتزم بتقديم حياتها كلها في المسيح الذبيح، ذبيحة للرب الذي ذُبح لأجلها. الرب الذي قدم حياته مبذولة لن يقبل أقل من أن تقدم الكنيسة حياتها كلها مبذولة لأجله. هذه هي تكلفة الرحلة: دم الحمل الذي يبعث في الكنيسة روح بذل الذات بلا حدود!

 

3. القراءات [قداس الموعوظين، قداس الكلمة]: وهي دليل الرحلة ومرشدها.

القراءات الكنسية المقتبسة من العهد القديم والجديد ومن تاريخ الكنيسة مع كلمة الوعظ هي الخريطة التي من خلالها نفهم مركزنا بالنسبة للّه، وعلاقته بنا ومعاملاته معنا. بدونها نضل الطريق ولا نبلغ غايتنا.

في القراءات أيضًا تعلن الكنيسة شهادتها للّه الذي هو غاية الرحلة، فتشهد له قدام أولاده وأمام الموعوظين، فيسمعون صوته الإلهي خلال:

ا. رسله: "البولس والكاثوليكون". رسائل معلمنا بولس الرسول وبقية الرسل.

ب. أعمال رسله: "الإبركسيس". سفر أعمال الرسل.

ج. أعمال الكنيسة: "السنكسار". يسجل أعياد السيد المسيح والسمائيين والشهداء والقديسين.

د. التسبيح: "المزامير".

هـ. ابنه: "الإنجيل المقدس".

و. خدامه: "العظة".

تمتزج هذه القراءات بصلوات ترفعها الكنيسة لكي يعمل روح اللّه القدوس في قلوب السامعين والقرّاء، فيكملوا رحلتهم في رجاء مفرح.

 

4. الأواشي: خلال هذه الرحلة الروحية ترفع الكنيسة قلبها أمام العرش الإلهي حتى يحفظ اللّه للكنيسة سلامها (أوشية أو صلاة السلامة)، ويسند خدامها (أوشية الآباء)، ويبارك اجتماعاتها (أوشية الاجتماعات)، حتى تتمم رسالتها بغير انحراف.

 

5. ما قبل الأنافورا: إذ يستعد الكل للإرتفاع في السمويات والجلوس مع ربنا يسوع المسيح، تعلن الكنيسة عن مصالحة اللّه مع الناس في المسيح يسوع (صلاة الصلح)، ويجيب المؤمنون على ذلك عمليًا بمصالحتهم مع بعضهم البعض (سبازموس أو القبلة الروحية).

 

6.الأنافورا: وهي دخول في السماء، حيث يتم حلول الروح القدس، وتحول الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه الأقدسين، مع انتعاشنا روحيًا بتناولهما بروح التسبيح والفرح.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(24) On Epiphany, translated by Dr. Pirger A. Pearson and Dr. Tim Vivian, from the Coptic (Beheric), and published by the "Coptic Studies Review," 1992.

الفهرس

أحاديث مبسطة عن القداس الإلهي أو الإفخارستيا كتب القمص تادرس يعقوب ملطي

كيف نحتفل بالقداس

---