... "الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية. والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة، بل يمكث عليه غضب الله" (يو 3: 36). هذا الغضب يمكث على من يعصي، أي من لا يؤمن. لكنه متى آمن -أي إنسان كان- فسيرحل عنه الغضب وتحل به الحياة...
إن كان الله لا يدينه، فهل أنت تدينه؟!
لقد قال بأن مَنْ يؤمن به لا يبقى في الظلمة. بمعني أنه قبل الإيمان كان في الظلمة، لكنه بعد الإيمان لا يعود بعد فيها، بل تُصلح أخطاؤه ويحفظ وصايا الرب الذي قال: "إني لا أسر بموت الشرير، بل بأن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا" (حز 33: 11). وكأن الرب يقول: "لقد سبق أن قلت أن من يؤمن بي لا يدان. وأنا أحفظ له هذا، لأني لم آتِ لأدين العالم بل لأخلصه" (يو 12: 47). إنني عن طيب خاطر أغفر له، وبسرعة أسامحه... "إني أريد رحمة لا ذبيحة" (هو 6: 6)... "لأني لم آتِ لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة" (مت 9: 13).
ومرة أخرى يقول الرب: "من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يدينه" (يو 12: 48).. فالذي رجع عن طريقه يكون قد قبل كلامه، لأن هذا هو كلامه أن يعود الكل عن الخطية. وبذلك فإنكم بإدانته تكونون قد ازدريتم بكلام المسيح هذا، وإلاَّ فاقبلوا الخطاة...
حقًا يلزمهم أن ينتفضوا من الخطية، ويحفظوا وصاياه مزدرين بالإثم... لكن يا لها من قسوةٍ أن نزدري بتوبة إنسانٍ لم يحفظ بعد وصايا الرب، وإنما سيحفظها. لنترك الرب نفسه يعلمنا بشأن أولئك الذين لم يحفظوا بعد وصاياه. "إن نقضوا فرائضي ولم يحفظوا وصاياي. افتقد بعصا معاصيهم، وبضربات إثمهم. أما رحمتي فلا أنزعها عنهم" (مز 89: 31-33). هكذا وعد الجميع بالرحمة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/kindness-with-sinners/love.html
تقصير الرابط:
tak.la/n2ba59y