محتويات: (إظهار/إخفاء) |
سدد الدين بالإيمان 1. الله يطلب إيمانك لا مالك 2. لتكن توبتك توبة قلبية 3. لا يكفي الامتناع المؤقت عن التناول 4. لا تستهن بطول أناة الله |
يليق بنا أن نؤمن أن الخطاة تلزمهم التوبة التي تؤهلهم لنوال المغفرة، ومع ذلك فإننا نترجى نوال الغفران كهبة للإيمان... وليس كدينٍ لنا، إذ هناك فارق بين من يطلب الغفران كهبة، ومن يطالب به كحق...
عليك أن تسدد ديونك السابقة حتى تطلب ما ترجوه.
تعالْ كمدينٍ أمينٍ يسدد ما عليه من ديون مستحقة عليه وذلك بالإيمان، قبل أن تعقد قرضًا جديدًا. فالذي يقترض من الله يسهل عليه الوفاء بدينه أكثر مما لو اقترض من إنسان. لأن الإنسان يطلب مالًا لتسديد قرضه، وهذا المال لا يكون ميسورًا على الدوام بالنسبة للمدين. أما الله فيطلب سداد الدين بمشاعر القلب التي في مقدورك...
الصلاة والصوم والدموع هي كنوز المدين الوفي، وهي أغنى ممن يقدم مالًا بلا إيمان.
كان حنانيا فقيرًا، هذا الذي أحضر مالًا للتلاميذ بعد بيع عقاره، لكنه عجز عن الوفاء بدينه، بل ضخمه أكثر بعدم إيمانه (أع 5: 1، 2).
أما الأرملة التي دفعت فلسين في الخزانة فكانت غنية، هذه التي قال عنها الرب: "إن هذه الأرملة الفقيرة ألقت أكثر من الجميع" (يو 21: 3)، لأن الله لا يطلب مالك بل إيمانك.
أنا لا أنكر فاعلية الصدقة... لكن بشرط أن يرافقها الإيمان، لأنه ماذا تنتفع لو وزعت كل مالك ولكن بلا محبة؟!
يهدف بعض الناس من العطاء إلى الكبرياء، إذا يطلبون مديحًا من الناس بأنهم تركوا كل شيءٍ. وإذ هم يترجون جزاءً عالميًا يفقدون الحياة الأخرى، وبنوالهم مكافئتهم هنا، لا يترجونها هناك.
والبعض أيضًا في ثورتهم المتسرعة يقدمون ممتلكاتهم للكنيسة بغير تروٍ، ظانين أنهم بذلك يوفون ديونهم... هذه العطايا الناجمة عن عاطفة متسرعة لا ينالون عنها جزاء، لا هنا ولا هناك، لأنها بلا تفكير...
يظهر البعض ندمًا، لمجرد رغبتهم في العودة إلى الشركة في الجماعة المقدسة. هؤلاء لا يسعون جديًا في الحصول على الحِلّ من الخطية، بقدر ما يرغبون في خداع الكاهن لإعادتهم إلى الشركة المقدسة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. إنهم لا يتركون معاصيهم من ضمائرهم. إنما يتظاهرون بتركها أمام الكاهن، الذي قيل له: "لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير، لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقكم" (مت 7: 6) بمعنى ألاَّ يسمح لهؤلاء النجسين بالشركة في الجماعة المقدسة (بدون توبة صادقة)...
هؤلاء يلزمهم أن يبكوا ويتنهدوا لأنهم دنسوا ثوب القداسة والنعمة. والنساء منهن يبكين على أنفسهن لأنهن فقدن لؤلؤة السماء، وإن كن يحملن آذانهن باللآلئ، ويثقلن بالذهب رقابهن، اللاتي كان ينبغي أن تنحني ليسوع لا للذهب.
يظن البعض أن مجرد امتناعهم عن الشركة في الأسرار السمائية هو توبة.
هؤلاء قضاة قساة على أنفسهم، يصفون لأنفسهم عقابًا، لكنهم يرفضون العلاج. إذ كان يلزمهم ألاَّ يقفوا عند حد الحرمان عن التناول، إنما يلزمهم أن يبكوا على هذا الحكم، لأن حرمانهم هذا يمنعهم من النعمة الإلهية.
(يقصد القديس بذلك ألاَّ يظن هؤلاء أن مجرد امتناعهم هو توبة، وبالتالي لا يندمون على خطاياهم. إنما ليكن حرمانهم المؤقت مجالًا للتبكيت والإسراع إلى التوبة والاعتراف وبالتالي للتناول).
البعض يحسبون أنه بذلك يسمح لهم أن يخطئوا كيفما شاءوا، لأن رجاء التوبة مفتوح أمامهم (في أي وقت) وإذ تقدم لهم التوبة علاجًا يستخدمونها كدافعٍ لارتكاب الخطية.
فالمرهم ضروري للجروح، لكن الجروح ليست لازمة لكي نستخدم المرهم. فنحن نطلب المرهم من أجل الجروح، لكن لا نجرح أنفسنا لكي نستخدم المرهم.
إن الرجاء الذي به نؤجل التوبة للمستقبل رجاء ضعيف، لأن الوقت غير مضمون، والرجاء لا يبقى في الإنسان كثيرًا...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/kindness-with-sinners/fake-image.html
تقصير الرابط:
tak.la/65r97nr