لا يمكن التخلص من خطية المجد الباطل بميزات الوحدة
في الوحدة أيضًا لا تكف عن ملاحقة ذاك الذي هرب من الاتصال بجميع الناس التماسًا للفخر. وكلما زاد أيّ إنسان في رفضه التام للعالم ازدادت ملاحقتها الملحة له. وهي تحاول أن ترفع بالكبرياء شخصًا ما بسبب شدة احتماله للعمل والمشقة، وآخر بسبب استعداده التام للطاعة، وثالث لأنه يسمو عن الآخرين بتواضعه.
قد يُجرب إنسان بسعة إطلاعه، وآخر بكثرة مطالعته، وثالث بطول أسهاره. وهكذا لا تحاول هذه الآفة أن تصيب إنسانًا إلا عن طريق فضائله، مقحمة عراقيل تؤدي إلى الموت بوسطة تلك الأشياء ذاتها التي تنشد فيها زاد الحياة. ذلك لأن الناس حين يتطلعون للسير في طريق القداسة والكمال، لا يضع الأعداء شباكهم في أي مكان ليخدعوهم بل في الطريق الذي يسيرون فيه، مصداقًا لقول داود الطوباوي: "مدوا لي شبكة بجانب الطريق، وضعوا لي أشراكًا" (مز5:14). حتى أننا في ذات طريق الفضيلة الذي نسير فيه، مجدين في طلب "جعالة دعوتنا العليا" (في14:3) قد نتعالى بما نحرزه من النجاح ومن ثمة نسقط، وتطبق شباك الزهو على أقدام أرواحنا. لهذا فإن الذين من بيننا لا يتيسر قهرهم في المعركة ضد العدو ينهزمون بعظمة النصرة ذاتها. أو من ناحية أخرى (وهي نوع آخر من الخداع) باستنفاذ أقصى ما لدينا من طاقة ضبط النفس نعجز عن المثابرة في سيرنا بسبب الضعف البدني.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-vainglory-eliminate.html
تقصير الرابط:
tak.la/9sj7ryv