St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

560- المؤسسات عن روح الكبرياء: الفصل الرابع: بسبب الكبرياء انقلب كوكب الصبح من رئيس ملائكة إلى إبليس، بهذا تقدر أن تفهم قوته الشنيعة الطاغية

 

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 86), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 86)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 86), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 86)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

الفصل الرابع

بسبب الكبرياء انقلب كوكب الصبح من رئيس ملائكة إلى إبليس

بهذا تقدر أن تفهم قوته الشنيعة الطاغية

 

لكي ندرك قوة ذاك الطاغية المرعب لننظر كيف أن ذاك الملاك الذي لأجل عظمة جلاله وبهائه دُعي لوسيفر قد أُلقي خارج السماء بسبب هذه الخطية وحدها. وبسبب طعنه بشوكة الكبرياء طُرح من مركزه العظيم الفخم إلى أسفل كملاك لجهنم. كان كبرياء القلب بمفرده كافيًا لأن يطرحه من السماء إلى الأرض. عظمة سقوطه توضح لنا بأي اهتمام ينبغي أن نشعر بالضعف البشري لكي نكون في يقظة من الكبرياء؟

لكن كيف نستطيع أن نتفادى هذا الشر المميت؟ إذا تعقبنا إثر أسباب السقوط الرئيسية نُدرك أنه لا يمكن لهذا لضعف أن يُشفى، كما لا يُجدي العلاج بالنسبة للحالات الصحية السيئة ما لم تُستأصل الأسباب الرئيسية بحكمة وهدوء. بمعنى أن (لوسيفر) وُهب سموًا إلهيًا ونال حكمة، فظن أن هذا السمو وهذه الحكمة وهذا الجمال، الأمور التي حصل عليها كهبات من الخالق، يتمتع بها بقوته الشخصية وليس من نعم هذا الكريم. بهذا انتفخ كما لو كان في غير حاجة لأية معونة إلهية لكي يستمر في هذه الحالة من النقاوة. وفكر في نفسه أن يكون مثل الله، لا يحتاج إلى أي أحدٍ، واثقًا في قوة إرادته الذاتية، متخيلاً إنه من خلالها يستطيع أن يمد نفسه بغنى بكل شيء ضروري في التدرب على الفضيلة أو حفظ بركتها الكاملة. هذا الفكر بمفرده كان سبب سقطته الأولى، وإذ يبحث الله عنه ظن (الشيطان) إنه غير محتاج إليه. أصبح فجأة مزعزعًا وغير ثابتٍ، وظهر ضعف طبيعته، وفقد التطويب الذي تمتع به كهبة إلهية، لأنه "أحب كلمات الدمار" التي بها تكلم، قائلاً: "أصعد إلى السماء".

 بسبب اللسان الخادع الذي به قال لنفسه: "أنا أصير شبيهًا بالعلي"، كآدم وحواء اللذين أرادا أن يصيرا شبيهين بالله، حطمه الله إلى الأبد، كما طرده وحرمه من محل سكناه، فأخذ طريقه إلى الأرض. حينئذ إذ يرى البشر الخراب الذي لحق به يخافون منه ويضحكون عليه، ويقولون: هكذا يكون الذين يظنون أنهم في إمكانهم الحصول على السمو الإلهي بدون الحماية أو المعونة الإلهية. هكذا يكون الإنسان الذي لا يكون الله عونه، ويثق في كثرة غناه ويملأه غروره.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-pride-morning-star.html

تقصير الرابط:
tak.la/dqj9at2