St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

573- المؤسسات عن روح الكبرياء: الفصل السابع عشر: نصوص مختلفة توضح أننا لا نستطيع عمل أي شيء يختص بخلاصنا بدون معونة الله

 

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 91), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 91)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 91), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 91)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

الفصل السابع عشر

نصوص مختلفة توضح أننا لا نستطيع عمل أي شيء

يختص بخلاصنا بدون معونة الله

 

أخيرًا فإن مصدر خلاصنا يعلمنا ليس فقط ما ينبغي علينا أن نفكر فيه لكن أيضًا أن نعرف في كل شيء ما ينبغي أن نعمله. إنه يقول: "لا أستطيع من ذاتي أن أعمل شيئًا ولكن أبي الحال فيّ هو يعمل الأعمال" (يو30:5؛ يو10:14). يقول بحسب الطبيعة البشرية التي أخذها أنه لا يستطيع عمل أي شيء من نفسه، بينما نحن التراب والرماد نظن أننا لسنا في حاجة إلى معونة الله في ما يتعلق بخلاصنا. هكذا لنتعلم في كل شيء أن نشعر بضعفنا الطبيعي، وفي نفس الوقت ندرك معونته، فنقول مع القديسين: "دحرتني دحورًا لأسقط، أما الرب فعضدني. قوتي وتسبحتي الرب، وقد صار لي خلاصًا" (مز 13:118، 14)، "لولا أن الرب معيني لسكنت نفسي سريعًا أرض السكوت، إذ قلت قد زلّت قدماي فرحمتك يا رب تعضدني" (مز17:94-19). ناظرين أيضًا أن قلوبنا تتقوى في مخافة الرب وفي الصبر، فنقول: "وكان الرب سندي، أخرجني إلى الرحب" (مز 18:18، 19). وإذ نعلم أن المعرفة تنمو بالتقدم في العمل، نقول: "لأنك تضيء مصباحي أيها الرب، يا إلهي أنر ظلمتي، لأنه بك أخلص من التجربة وبك أتحصن". حينئذ نشعر نحن أنفسنا بالانتماء إلى الشجاعة والصبر ونسير في طريق الفضيلة مباشرة وبسهولة عظيمة وبغير جهد، فنقول: "إنه الله الذي يمنطقني بالقوة ويجعل طرقي كاملة، الذي يجعل قدميّ كقدميّ الأيل، ويجلسني في الأعالي، ويعلم يديّ الحرب".

نملك أيضًا روح التمييز، فنتقوى بذاك الذي به نستطيع أن نقهر أعداءنا، ونصرخ إلى الله: "تأديبك جاء عليَّ إلي النهاية، وسوف يعلمني تأديبك، توسع خطواتي تحتي فلم تتقلقل عقباي، ولأني أنا هكذا أتقوي بمعونتك وقوتك". بجسارة أقول هذه الكلمات: "أتبع أعدائي فأدركهم، ولا أرجع حتى أفنيهم. أسحقهم فلا يستطيعون القيام، يسقطون تحت رجلي" (مز 18: 37، 38 ).

مرة ثانية نراعي ضعفنا الخاص وندرك هذه الحقيقة أنه بينما نظل مثقلين بالضعف الجسدي لا نستطيع بدون معونته أن نغلب مثل هؤلاء الأعداء (خطايانا)، فنقول: "بك سوف نشتت أعدائنا"، "باسمك ندوس القائمين علينا، لأني علي قوسي لا أتكل، وسيفي لا يخلصني، لأنك أنت خلصتنا من مضايقينا، أخزيت مبغضينا" (مز6:44-8)، لكن فضلاً عن ذلك "تمنطقني بقوة للقتال، تصرع تحتي القائمين عليَّ، وتعطني أقفية أعدائي ومبغضي أفنيهم" (مز39:18-40).

إذ نتأمل أننا بأسلحتنا الخاصة لا نستطيع أن نغلب، نقول:

"امسك مجنًا وترسًا وانهض إلى معونتي، وأشرع رمحًا وصد تلقاء مطاردي. قل لنفسي: خلاصكِ أنا" (مز35: 2، 3).

"وتجعل يدي كسهمٍ من نحاس، وتجعل لي ترس خلاصك ويمينك تعضدني" (مز35:18).

"آباؤنا ليس بسيفهم امتلكوا الأرض، ولا ذراعهم خلصتهم، لكن يمينك وذراعك ونور وجهك، لأنك رضيت عنهم" (مز44: 4، 5).

أخيرًا بعقل مملوء غيرة نتأمل في كل بركاته بالشكر، فنصرخ إليه بمشاعر قلبية عميقة لأجل كل هذه الأمور، لأننا قاتلنا وأخذنا منه نور المعرفة وضبط النفس والتمييز(الفطنة)، ولأنه زودنا بأسلحته الخاصة، ومنطقنا بالفضيلة وجعل أعداءنا يهربون من أمامنا، وأعطانا القوة أن نحطمهم ونجعلهم كالرماد أمام الريح. "أحبك يا رب يا قوتي، الرب صخرتي ومنقذي، إلهي صخرتي به أحتمي، ترسي وقرن خلاصي وملجأي، أدعو الرب الحميد فأتخلص من أعدائي" (مز2:18-4).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-pride-gods-help.html

تقصير الرابط:
tak.la/dq8xgf3