كيف أن الراهب الذي يحرز المال لا يستطيع البقاء في الدير
هكذا حين يقتنى المال الذي يهيئ له التجوال، متوهمًا أنه قد نبتت له أجنحة تساعده على التحليق، يصبح على تمام الأهبة للانتقال، ومن ثم يجيب على جميع الأوامر بطريقة جافة بعيدة عن الموضوع، ويسلك كما لو كان غريبًا أو زائرًا، ويتصرف إزاء كل ما يجده في حاجة إلى الإصلاح باستصغار واحتقار. وعلى الرغم من وجود مدخراته التي يحتفظ بها سرًا في مكان خفي، فإنه يشكو حاجته إلى حذاء وثياب، ويغضب لأنها تعطى له بعد عناء ووقت طويل. وإذا حدث أن أعطيت، بأمر من الرئيس، بعض هذه الحاجات لمن هو في مسيس الحاجة إليها قبله، اشتعلت فيه نيران الغضب، معتقدًا أنه قد عومل باحتقار كأنه غريب. كما أنه لا يرضى أن يمد يده لأي عملٍ، بل يتلمس الأخطاء في كل شيء تستدعى الضرورة أن يتم إنجازه في الدير. وأيضًا يتلمس، بناء على هدف مقصود، فرصًا للغضب على أنه أهين، لئلا يبدو أنه قد خرج على نظام الدير لسبب تافه، وإذ لا يقتنع بمفارقته للدير وحيدًا، حتى لا يُظن أنه قد خرج لخطأ ارتكبه، فإنه لا يكف عن تحريض وإفساد أكبر عدد ممكن من زملائه بمداولات في الخفاء... أما إذا عطلت رداءة الطقس رحلته وأسفاره، فأنه يظل طوال الوقت قلقًا مشغول البال، ولا يتوقف لحظة عن بذر الشقاق وإثارة التبرم والتذمر، متوهمًا أنه لن يجد السلوان عن عدم رحيله، والعذر عن تقلبه، ألا بأن يسند للدير النقص وسوء التدبير.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-greed-money.html
تقصير الرابط:
tak.la/96yzz9x