الفصل الحادي والعشرون
كيف يمكن قهر الطمع
تتم أعظم نصرة وأخلد ظفر إذا لم يتدنس ضمير الراهب، كما يقال، بامتلاك أصغر قطعة نقد. ذلك لأن من تقهره أقل ملكية يسمح لجذور شهوة شريرة أن تخترق قلبه. ويستحيل على مثل هذا الشخص ألا يشتعل بعد ذلك بنيران شهوة أشد. فجندي المسيح ينتصر وينعم بالأمن والطمأنينة، والتحرر من كل هجمات الاشتهاء، ما دامت هذه الروح الممعنة في الشر لا تغرس في قلبه بذرة هذه الشهوة. هكذا بينما نحن مطالبون عادة في كل الخطايا، أن نراقب رأس التنين (تك15:3)، فكل ما يلزمنا فعله إزاء هذه الخطية هو أن نكون أكثر حذرًا وأشد حيطة، لأننا إذا قبلناها نمت إذ تغذي نفسها، وتوقد لذاتها نارًا أشد خطرًا. من ثمة ينبغي علينا ليس فقط أن نأخذ حذرنا من حيازة المال، بل ننتزع أيضًا من نفوسنا تلهفنا عليه، إذ من واجبنا، لا أن نتحاشى نتائج الطمع، إنما بالأكثر أن نستأصل جذور كل نزوع إليه، إذ أن عدم امتلاكنا للمال لا يفيدنا ما دامت فينا شهوة الحصول عليه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-greed-conquer.html
تقصير الرابط:
tak.la/ydtkz3z