الفصل التاسع عشر
المناضل في المسيح لا ينفض يده قط من القتال ما دام في الجسد
ما دام جندي المسيح في الجسد لا يغفل عن تحقيق انتصارات في المعارك، إذ كلما نمى في انتصاراته الظافرة جابه معارك أكثر عنفًا. لأنه كلما أُخضع الجسد و قُهر ثارت في وجهه حشود من العدو وقوات من المقاومين لتقاتل جندي المسيح المنتصر!
نخشى أن يتراخى جندي المسيح في جهاده في رحب السلام، ويبدأ في نسيان صراعاته المجيدة في معاركه، ويصير خاملًا بسبب البطالة التي تلحق به بسبب زوال الخطر ويُخدع بأمجاده وإنجازاته السابقة التي حصل عليها في انتصاراته. إن كنا نريد أن نرتفع باستمرار إلى هذه الدرجات من الانتصار علينا أن نحرص أن نكون في قائمة المناضلين في مختلف المعارك، ونستهل بالقول جنبًا إلى جنب مع الرسول: "هكذا أُضارب كأني لا أضرب الهواء بل أُقمع جسدي وأستعبده" (1كو 9: 27،26). حتى إذا ما انتهت هذه المعركة نستطيع أن نقول مرة أخرى: "فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات" (أف 6: 12).
لا يجوز أن يكون لنا نصيب في معاركٍ كهذه، ولا نستحق أن ندخل في مصارعات روحية، إن كنا نتعثر في المعركة ضد شهوات الجسد أو نسقط في المعركة مع البطن، إذ نستحق عندئذٍ أن نسمع ما قاله الرسول بلغة اللوم: "لم تصبكم تجربة إلا بشرية" (1كو 10: 13).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-gluttony-fighter-in-christ.html
تقصير الرابط:
tak.la/n43frrs