الفصل الحادي عشر
كيف نميز بيت الحزن النافع الذي هو حسب مشيئة الله،
والحزن المهلك الذي يوحي به إبليس؟
الاكتئاب أو الحزن الذي "ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة" يجعل الإنسان مطيعًا، مهذبًا، متواضعًا، عطوفًا، لطيفًا، طويل الأناة، ذلك لأنه نابع من محبة الله. وهو ينبعث دون ملل أو كلل، من رغبة في الكمال، ممتدًا إلى كل أسى جسدي أو حزن روحي، بطريقة أو بأخرى، إذ يبتهج ويتغذى على رجاء لنفعه الخاص، يحتفظ بلطف معاملته وطول أناته، ذلك لأن في ذاتها كل ثمار الروح القدس، التي قدم الرسول نفسه قائمة بها: "وأما ثمر الروح فهو محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف" (غل 5:22-23).
أما النوع الآخر من الحزن فهو عنيف، ضيق الصدر، قاس، مفعم بالحقد، والأسى الذي بلا نفع، واليأس القاتل، لهذا فهو يحطم الشخص الذي يتعلق به، ويُعوّقه عن الحزن السليم الصحي، لأنه غير معقول، ويُفقده طاقته. فهو لا يعطل الثمار المرجوة من صلاته فحسب، لكنه إلى جانب ذلك يهلك فعلاً كل ثمار الروح القدس التي عددناها، والتي يعرف النوع الأول من الحزن كيف ينتجها.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-depression-distinguish.html
تقصير الرابط:
tak.la/j5h2w9a