ينبغي أن نوجه اللوم لمن يخطئون
بدافع من الحب لا البغض
يعود مرة أخرى، بعدما شجع هذا السلوك الرقيق خشي لئلا يلجأ البعض إلى الاستهزاء بوصاياه وعدم إطاعتها، عاد إلى الاعتصام بالصرامة فيقول: "ولكن إن كان أحد لا يطيع كلامنا بالرسالة فسِموا هذا ولا تخالطوه لكي يخجل" وفي إنذاره لهم بما ينبغي عليهم أن يراعوه بدافع من اهتمامهم به ولصالح الجميع، والاهتمام الواجب أن يحرصوا على إبدائه نحو الوصايا الرسولية.
سرعان ما يمزج الإنذار بشفقة الوالد الممعن في السماحة والتسامح، ويعلمهم كما لو كانوا أبناء له ما ينبغي أن يغرسوه نحو الآنف ذكرهم من ميل أخوي، بدافع من المحبة. فيقول: "ولكن لا تحسبوه كعدو بل أنذروه كأخ". هكذا يمزج صرامة القاضي بعطف الوالد. ويخفف وطأة الحكم الرسولي الشديد بقدر كبير من اللطف والرفق. ذلك لأنه يأمرهم أن يلاحظوا ذلك مع الذي يستخف بوصاياه ولا يطيعها فيطلب منهم ألا يخالطوه، لكنه يطلب إليهم ألا يفعلوا ذلك بدافع من شعور الكراهية غير القويم، بل بحافز من العطف الأخوي، والتفكير في إصلاحه، فيقول: "لا تخالطوه لكي يخجل". ومن ثمَّ فإنه حتى وإن لم ينصلح بتوجيهاتي الرقيقة، ينصلح أخيرًا بأن يخجل بفصله علانية منكم جميعًا. بذلك يحتمل أن يعود يومًا ما إلى طريق الخلاص.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-boredom-blame.html
تقصير الرابط:
tak.la/326ph5t