إذ كنا كثيرًا ما نمتهن إخوتنا الذين نؤذيهم ونحزنهم ونستصغر شأنهم، ونقول إننا لم نضرهم بأي خطأ من جانبنا، فإن شافي النفوس، المطّلع على جميع أسرارنا، لرغبته الكاملة في أن يبدد من قلوبنا كل أثرٍ للغضب، لا يوصينا فقط بأن نغفر لمن يسيئون إلينا، ونصالح إخوتنا، وألا نحتفظ في ذاكرتنا بأية إساءة أو تعديات ارتكبوها ضدنا، إنما يكلفنا أيضًا بأننا إذا شعرنا بأن لهم أيّ شيء ضدنا، سواء كانوا على حق أو على غير حق، أن نترك قرباننا. بمعنى أن نرجئ صلواتنا ونسارع أولاً لاسترضائهم ومصالحتهم، وعندما يتم علاج هذا الأخ نستطيع عندئذ أن نقدم قربان صلواتنا دون عيب، لأن الرب إله الجميع لا يعنيه كثيرًا قرابيننا قدر ما يعنيه فقده شخصٍ ما، بسبب تركنا للسخط يتحكم فينا. لأن خسارة أيّ إنسان يصيب الله، إذ هو يريد ويبحث عن خلاص جميع خدامه بخط واحد لا يتغير. ومن ثمَّ فإن صلاتنا ستفقد أثرها إذا كان لأخينا أيّ شيء علينا. بالضبط كما لو رحنا نغذي مشاعر المرارة ضده بروح ساخطة متعالية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-anger-reconciliation.html
تقصير الرابط:
tak.la/q5gg2gr