9- الأربعة أنواع من الصلاة
... لا يزال ينتظرنا أمر صعب، وهو أن نشرح كل نوع من أنواع الصلاة حسب تقسيم الرسول إذ قال: "فأطلب أوَّلَ كلّ شيء أن تُقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكُّرات" (1تي1:2). ماذا يقصد بالطلبات والصلوات والابتهالات والتشكرات..؟!
"فأطلب أوَّلَ كلّ شيء أن تُقام طلبات"، الطلبة هي تضرع أو التماس بخصوص الخطايا، يقدمه الإنسان طالبًا الصفح عن خطاياه الحالية والماضية.
الصلاة هي التي تقدم شيئًا كنذر لله، ويسميها اليونان "نذرًا". فما جاء "أوفي نذوري للرب" (مز14:116)، يُترجم عن اليونانية "أوفي صلواتي للرب"، كذلك نجد في سفر يشوع بن سيراخ: "إذا نذرت للرب نذرًا فلا تؤخره أيضًا" (3:5)(1)، وأيضًا (تث21:23) و(جا5: 4، 5) جاء في اليونانية بمعنى "إذا صلّيت صلاة للرب فلا تتأخر في إيفائها"... ويكون إيفاء الصلاة هكذا: بزهدنا هذا العالم وإماتتنا عن كل الأفعال العالمية... واعدين بأن نخدم الرب بنية صادقة من القلب.
ونحن ننفذ الصلاة عندما نَعِد باحتقار الكرامة الأرضية، وازدرائنا بالغنى الزمني، ملتصقين بالرب في حزن قلبي وانسحاق روحي.
ونصلّي عندما نَعِد بأن نعضد على الدوام نقاوة الجسد العُظمى والصبر الثابت، وعندما ننذر بأن نقتلع من قلوبنا جذور الغضب تمامًا، وأصل الحزن الذي يعمل للموت.
أما إذا ضعفنا بالكسل وعُدنا إلى خطايانا القديمة، فإننا نكون قد فشلنا في إيفاء الصلاة، و بذا نخطئ بصلواتنا ونذورنا، وتنطبق علينا هذه الكلمات: "إنه من الأفضل ألا ننذر عن أن ننذر ولا نفي"، والتي تطابقها في اليونانية أنه من الأفضل ألا نصلّي عن أن نصلّي ولا نفي.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
تأتي بعد ذلك "الابتهالات" حيث اعتدنا، أن نقدم صلاة من أجل الآخرين أيضًا ونحن مملوءين بحرارة الروح، سائلين من أجل الأعزّاء علينا، ومن أجل العالم كله، مستخدمين عبارة الرسول بأن نصلّي "لأجل جميع الناس لأجل الملوك وجميع الذين هم في منصبٍ" (1تي2: 1، 2).
يلي ذلك التشكرات... حيث نقدم لله الذهن، رافعين إيّاه، متذكرين بركات الله الماضية، متأمّلين في بركاته الحاضرة، متطلعين إلى البركات المقبلة التي أعدها للذين يحبونه. وبهذا تكون صلواتنا غنية، فإذ نتطلع بعيون نقية إلى ما أُعدّ للقديسين في المستقبل تحثّنا روحنا أن نقدم لله تشكرات لا يُنطق بها مع فرح بلا حدود.
_____
(1) إضافة من الموقع: قد يكون الآية والشاهد المقصود هو: "لاَ يَحْبِسْكَ شَيْءٌ عَنْ قَضَاءِ نَذْرِكَ فِي وَقْتِهِ" (سي 18: 22).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-9-four-types.html
تقصير الرابط:
tak.la/sw5v5m4