St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

122- مناظرة 6: 5- كيف يُقال أن الله يخلق الشر؟

 

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 99), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 99)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 99), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 99)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

5- كيف يُقال أن الله يخلق الشر؟

 

جرمانيوس: كثيرًا ما نقرأ في الكتاب المقدس أن الله خلق الشر وجلبه على البشر، كما جاء في هذه العبارة: "ليس غيري. أنا الرب وليس آخر. مصوّر النور وخالق الظلمة صانع السلام وخالق الشرّ" (إش 45: 6، 7). وأيضًا: "هل تحدث بليَّة في مدينةٍ والرب لم يصنعها؟" (عا 6:3).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

6- ثيودور: اعتاد الكتاب المقدس أن يستخدم بعض التعبيرات في غير معناها الأصلي. فيستخدم كلمة "الشرور" عن "الأحزان والضيقات" ليس لأنها "شر" أو طبيعتها شريرة، بل لأن من تحلّ بهم هذه الأمور لأجل صالحهم يعتبرونها شرًا.

فحينما يتحدث الحكم الإلهي مع البشر، يتكلم معهم حسب لغتهم ومشاعرهم البشرية. فالطبيب يقوم بقطع أو كيّ الذين يعانون من القروح لأجل سلامة صحتهم، ومع هذا يراه من لا يقدرون على احتماله أنه شر. والمنخاس أو السوط يكون مفيدًا للحصان الجموح. والتأديب يُعتبر مرًا بالنسبة للمؤدبين، إذ يقول الرسول: "ولكن كلُّ تأديبٍ في الحاضر لا يُرَى أنهُ للفرح بل للحزن، وأما أخيرًا فيعطي الذين يتدرَّبون بهِ ثمر بٍرّ للسلام" (عب11:12)، "الذي يحبُّهُ الربُّ يُؤَدّبهُ ويجلد كل ابنٍ يقبلهُ فأيُّ ابنٍ لا يؤَدبهُ أبوهُ؟!" (عب12: 6، 7).

لذلك فقد أُعتاد أن تُقال كلمة "شرور" عوض "الحزن"، ذلك كما نقرأ: "فلما رأَي الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئَة ندم الله على الشر الذي تكلم أن يصنعهُ فلم يصنعهُ" (يون10:3)، وأيضًا: "لأنه رؤُوف رحيم بطيءُ الغضب وكثير الرأْفة ويندم على الشر" (يؤ13:2)، أي يندم على الضيقات والخسائر التي يسمح بها من أجل خطايانا.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

إننا لا نستطيع أن نزعم بأن هذه الأمور شريرة في ذاتها، لأنها تعمل في كثيرين للخير، مقدمة لهم فرصًا للبركة الأبدية.

وبذلك فنحن نعود إلى السؤال الذي وجه إليّ: فأقول بأن كل هذه الأشياء التي قد جلبها علينا أعداؤنا ويظن أنها شر لا يمكن اعتبارها شرًا، بل هي في ذاتها ليست شرًا ولا خيرًا.

في النهاية نقول بأننا لا ننظر إلى هذه الأشياء حسبما يريد من صنعها أثناء ثورته وغضبه، إنما ننظر بالنسبة للذين يحتملونها. فإذا ما لحق قديس قتلاً، ينبغي علينا ألا نظن أنه قد لحقه شر، بل ما هو ليس بخيرٍ أو شرٍ، فيُعتبر شرًا بالنسبة للرجل الشرير، وراحة وتحريرًا من الشرور بالنسبة للصالحين.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-6-create-evil.html

تقصير الرابط:
tak.la/k99qdbq