... الروح التي لا ترتبط بمادة جسدية[1]، لا تجد غفرانًا عن الخطية التي تسقط فيها... لأنها لا تصطدم ببواعث جسدية مثلنا، إنما تخطئ بفساد الإرادة. لذلك فإن خطيتها بلا غفران وضعفها بلا علاج. فإنها إذ تسقط من غير ضعفات أرضية، لا تجد مكانًا للتوبة ولا للغفران. وعلى هذا فإن الصراع بين الجسد والروح ليس فقط غير مضر، بل وبالحقيقة مفيد لنا.
15-
أولاً: لأنه عن طريقها (شهوة الجسد) نلوم أنفسنا على كسلنا وإهمالنا، فهي تشبه ضابطًا نشيطًا لا يسمح لنا أن نحيد عن الطريق الصحيح للنظام... فإذا ما أهملنا ولو قليلاً، تثور فينا بباعث الشهوة، وبالتالي يحدث تأنيبًا يعيدنا إلى الاعتدال الصحيح.
ثانيًا: لأنه في حالة العفة والنقاوة الكاملة التي تهبنا إيّاها النعمة الإلهية، نجد أنفسنا محفوظين من الزنا الجسدي، حتى أننا نظن أننا لا نعود نضطرب بأي أهواء جسدية، وبهذا نخطئ وننتفخ في داخل قلوبنا، كأننا لا نحمل فساد الجسد. لكن بأشواك الشهوات نخضع ونتذكر أننا لسنا إلا بشر...
_____
[1] مثل الملائكة الذين سقطـوا (إبليس وجنوده).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-4-struggling.html
تقصير الرابط:
tak.la/d3c5qyc