لقد سألنا الطوباوي دانيال: لماذا يحدث أحيانًا حين نكون في القلاية ونحن مغمورين بالسعادة القلبية الكاملة، وفرح لا ينطق به، ومشاعر مقدسة غزيرة، لا يستطيع النطق أن يعبر عنها، إنما حتى المشاعر لا تقدر أن تدركها، فتخرج صلوات نقية ويمتلئ العقل ثمارًا روحية، ونصلى حتى في أثناء النوم، ونشعر بأن الطلبات تخرج بنشاط وقوة، يحدث بغير سبب أن نمتلئ فجأة بالحزن العميق ونسقط في الغم بلا سبب، حتى أنه ليس فقط تغلبنا المشاعر، بل وتصير القلالي بالنسبة لنا مرعبة، والقراءات تهرب من أمامنا، نعم وصلواتنا تصير بغير استقامة وغموض، وإذ نتنهد ساعين للعودة إلى حياتنا الأولى يعجز عقلنا عن ذلك، ويضل شغفنا الذي به نود أن نثبت أمام الله، وتنحرف عقولنا إلى الأفكار المضللة، وتنسحب ثمار الروح تمامًا، ونصير عاجزين عن طريق الاشتياق إلى الملكوت أو الخوف من الجحيم؟!
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
3- لقد ذكر الآباء ثلاثة أسباب للفتور (الجفاف) الروحي الذي نتحدث عنه:
ا. إما لسبب الإهمال من جانبنا.
ب. أو بسبب هجوم شيطاني.
ج. أو بسماح من الله.
فيأتي الفتور عن طريق إهمالنا، بسبب أخطائنا أو تراخينا سالكين بإهمال أو طيش. عندما نكون في حالة كسل نتغذى بالأفكار الرديئة، وبالتالي تثمر أرض قلبنا شوكًا وحسكًا... ويجعلنا مجدبين وبلا ثمر أو تأمل روحي.
ويأتي عن طريق الهجوم الشيطاني، وذلك عندما نجتهد نحو الرغبات الصالحة. فإن عدونا ماكر، يدخل إلى قلبنا بغير معرفتنا وضد رغبتنا ويسحب منا عزمنا الحسن.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-4-spiritual-apathy.html
تقصير الرابط:
tak.la/n2aar44