11- يلزمنا ألا نأخذ كلمة "الجسد" هنا بمعنى الإنسان أو المادة الملموسة، إنما يقصد الإرادة الشهوانية والرغبة الشهوانية
كذلك كلمة "الروح" لا يقصد بها شيئًا ماديًا بل صلاحًا ورغبات روحية للروح.
هذا المعنى سبق أن أعلنه الرسول الطوباوي في بداية حديثه "وإنما أقول اسلكوا بالروح فلا تكمّلوا شهوة الجسد. لأن الجسد يشتهي ضدَّ الروح والروح ضدَّ الجسد وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون". فإذ توجد الاثنتان، أي الرغبات الجسدية والرغبات الروحية وهما في نفس الإنسان معًا، لذلك تقومان بقتال داخلي يومي.
فالشهوة الجسدية تدفع بنا بطيش نحو الخطية، لنمرح في تلك الأطايب التي تتجمع بالاستكانة الحاضرة. ومن الجانب الآخر تعارضها الشهوة الروحية، راغبة في الانهماك في الجهاد الروحي، حتى أنها تتوق أن تتخلص حتى من الاحتياجات الضرورية للجسد، راغبة في السمو بهذه الأمور دون أن تنشغل بضعفات الجسد.
يسر الجسد بالخلاعة والشهوات بينما لا تريد الروح حتى الرغبات الطبيعية.
* أحدهما يطلب أن يغطَّ في النوم ويشبع من الطعام، والآخر ينتعش بالسهر والصوم، حتى يودّ لو لم يحصل حتى على النوم والطعام الضروريان للحياة.
* أحدهما يشتاق إلى الاغتناء بامتلاك كل شيء بكثرة، والآخر يكتفي بالحصول على القوت اليومي الزهيد.
* أحدهما يطلب الترفيه والإحاطة بالمنافقين حوله كل يوم، بينما الآخر لا يريد الترفيه ويطلب الانفراد في الصحراء القاسية ويتجنب الناس.
* أحدهما يعيش على الكرامات البشرية والمديح البشري، والثاني يتمجد بالاضطهادات والمضايقات التي تُقدم ضده.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-4-lustful-desire.html
تقصير الرابط:
tak.la/k9kr9h2