بهذا يتكشف بجلاء أن نعمة الله ورحمته يعملان دومًا لأجل خيرنا، فإذا تركتنا نعمة الله فإن كل الجهود العاملة لا تنفع شيئًا. فمهما جاهد إنسان بكل نشاط لا يقدر أن يصل إلى حالته الأولى بغير معونة الله، وهذا يظهره القول: "فإذًا ليس لمن يشاءُ ولا لِمَنْ يسعى بل لله الذي يرحم" (رو16:9).
هذا التخلي من الناحية الأخرى لا يمنع الافتقاد الإلهي المقدس الذي نتكلم عنه... إذ يحث غير المستحقين ويعظ النائمين، وينير عيني العُمي بالجهل، وبرحمته يبكتنا ويؤدبنا، ويسكب في قلوبنا ما يؤنبنا ويدفعنا إلى الاستيقاظ من نوم الكسل.
وأخيرًا غالبًا ما نمتلئ بافتقاد إلهي مفاجئ برائحته الطيبة بقوة فائقة... حتى أن الروح تختطف بهذه الابتهاجات، وتُمسك كما لو كانت في حالة دهش روحي حتى تنسى تلك الحقيقة أنها لا زالت في الجسد.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-4-grace-upon-us.html
تقصير الرابط:
tak.la/wq4b3sq