يجب علينا أن نحرص تمام الحرص أن نطرد كل تلك الممتلكات التي للخطية في إنساننا الداخلي ونقتلعها، تلك التي كانت مرتبطة بحياتنا المادية وملتصقة علي الدوام بالجسد والروح. فإن لم ننبذها ونحن بعد في هذا الجسد، فإنها لا تكف عن الالتصاق بنا حتى الموت.
فكما أن الفضائل الجميلة والمحبة التي هي مصدر هذه الفضائل يمكننا أن نقتنيها في هذه الحياة، فإنها تبقى مع من اقتناها بعد هذه الحياة وتجعله محبًا وممجدًا، هكذا أيضًا أخطاؤنا تنتقل إلى حياتنا فتظلم عقلنا وتلطخه بصنوف القاذورات.
فجمال الروح أو قبحها هو نتيجة فضائلها أو رذائلها. فباللون الذي تصطبغ به تصير ممجدة حتى تسمع من النبي: "فيشتهي الملك حسنكِ" (مز11:45)، أو يجعلها سوداء وقبيحة وقذرة، وتتأكد من نتانة عارها قائلة: "قد أنتنت قاحت حُبُر ضربي من جهة حماقتي" (مز5:38). ويحدثها الله ذاته قائلاً: "فلماذا لم تُعصَب بنت شعبي؟" (إر22:8).
وبهذا تبقى معنا ممتلكاتنا في روحنا علي الدوام، هذه التي لا يستطيع أن يغتصبها منا أي ملك أو عدو.
هذه هي الممتلكات التي لا يستطيع حتى الموت أن ينزعها عن أرواحنا...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-3-second-degree.html
تقصير الرابط:
tak.la/8nx7nb7