St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

83- مناظرة 3: 11، 12- سؤال: عن حرية الإرادة في مقابل عمل النعمة في حياتنا

 

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 92), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 92)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 92), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 92)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

11- سؤال: عن حرية الإرادة

 

جرمانيوس: إذن أين هي حرية الإرادة؟ وكيف يمكن أن نكون مستحقين للكرازة كثمرة للجهاد ما دام الله هو الذي يبتدئ وهو الذي يختم كل شيء فينا بخصوص خلاصنا؟

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

12- بفنوتيوس:

.. نحن نعرف أن الله يخلق لنا فرصًا للخلاص بشتى الطرق، لكن يمكننا أن نستخدم هذه الفرص باجتهاد أعظم أو أقل. فالله يقدم فرصة كقوله: "اذهب من أرضك"، لكن الطاعة من اختصاص إبراهيم الذي أطاع وذهب منها. ففي القول: "اذهب إلى الأرض" تحمل معنى العمل، عمل ذاك الذي أطاع، وفي القول: "التي أُريك " تحمل نعمة الله الذي أوصاه أو وعده.

من المفيد لنا أن نتأكد أنه بالرغم من أننا نجاهد في كل الفضائل جهادًا غير باطل، لكننا لا نستطيع بلوغ الكمال بجهدنا وغيرتنا، فلا يكفي نشاط الإنسان وجهاده المجرد للبلوغ إلى عطية النعمة الغنية ما لم يصن جهاده بالتعاون مع الله، وتوجيهات الله لقلبه نحو الحق.

لهذا ينبغي علينا أن نصلي في كل حين قائلين مع داود: "تَمَسَّكَتْ خطواتي بآثارك فما زلَّت قدمايَ" (مز 5:17)، "وأقام علي صخرةٍ رجليَّ. ثبَّت خطواتي" (مز 2:40). الله هو المدبر لقلوبنا غير المنظورة، والذي يقدر أن يوجه رغباتنا نحو الفضيلة، لأن لديها الاستعداد للانحراف نحو الرذيلة، إما بسبب نقص معرفتها للخير أو للذتها بالألم (الشهوة). ويظهر ذلك بوضوح في قول النبي: "دحرْتني دحورًا لأسقط"، معلنًا ضعف إرادتنا الحرة. ثم يقول: "وأما الرب فعضدني" (مز 13:118)، معلنًا عون الله لإرادتنا.

هكذا نحن لا نهلك إذ لضعف حرية إرادتنا، لأن الله يعضدنا ويعيننا باسطًا يديه لنا. فبالقول: "إذا قلت قد زلّت قدمي" يقصد زلّت إرادتي، وبالقول: "فرحمتك يا رب تعضدني" (مز18:94) يظهر عون الله لضعفنا، معترفًا أنه ليس بمجهودنا الذاتي بل برحمة الله لنا لا تزل أقدام إيماننا.

كذلك "عند كثرة همومي في داخلي" تلك الهموم التي تنبع بالتأكيد من إرادتي الحرة، "تعزياتك تلذذ نفسي" (مز19:94)، بدخول التعزيات في قلبي عن طريق الوحي، معلنة صورة البركات العتيدة التي أعدها الله للذين يعملون في اسمه، هذه التعزيات ليس فقط تنزع الهموم من القلب بل، وتنعم عليه بالابتهاج العظيم.

وأيضًا "لولا أن الرب معيني لسكنت نفسي سريعًا أرض السكوت" (مز17:94). هنا يعلن أنه بسبب ضعف إرادتنا الحرة نسكن في الجحيم (أرض السكوت) لو لم ينقذنا عون الله وحمايته...

هذا أيضًا يقال بخصوص النقاوة الكاملة، فإنه لا يقدر أحد بذاته أن يطلب البر، ما لم تمد الرحمة الإلهية يدها، وتعينه عند تعثره وسقوطه في كل لحظة، وإلا سقط وهلك وذلك عندما يزلّ بسبب ضعف إرادته الحرة.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-3-free-will.html

تقصير الرابط:
tak.la/jpj77kq