1- مقدمة (الاشتياق نحو العودة إلى مدينتنا)
هذه المناظرة الرابعة والعشرون التي للأب إبراهيم، حصلنا عليها بنعمة المسيح، وقد شملت تقاليد وآراء الآباء الشيوخ. وبانتهاء هذه المناظرة بصلواتكم نكون قد انتهينا من الرقم الرمزي (24) الوارد في سفر الرؤيا عن الأربعة وعشرين قسيسًا الذين يقدمون أكاليلهم للحمل (رؤ 4:4). وإنني بهذا أكون، كما أظن، قد أوفيت بوعودي لكم. وعندما يتوهج هؤلاء الآباء (الذين لهم المناظرات) بالمجد بسبب تعاليمهم، فإنهم يحنون رؤوسهم للحمل المذبوح من أجل خلاص العالم. فهو وحده الذي من أجل اسمه قد وُهبت لهم تلك المشاعر السامية، وأعطوا تلك الكلمات التي نحتاج نحن إليها لنتعرف على الأفكار العالية العميقة...
يجدر بنا أن ننسب استحقاقات العطية لواهب كل صلاح، وإذ نحن مدينون له بها يلزمنا أن نردها إليه (بتنفيذ ما جاء في عطيته، أي كلماته التي وهبنا إياها على ألسنتهم، ومن جانب آخر نحدث الآخرين بها من أجل اسمه).
أخبرنا الأب إبراهيم بما في داخل فكرنا، معترفين له أننا في كل يوم نجد فينا باعثًا يحثنا على العودة إلى مدينتنا والرجوع إلى أقربائنا... وأننا على الدوام نفكر في أن نربح صلاحًا أكثر خلال غيرتهم، إذ يخدموننا بسرور في كل ما نحتاج إليه مما يجعلنا لا ننشغل بإعداد الطعام أو أية اهتمامات جسدية. بجانب هذا كنا نطعم أرواحنا على رجاء الفرح، إذ حسبنا أننا سنربح صلاحًا أعظم بحديثنا مع كثيرين (عند العودة إليهم)، فيعودون إلى طريق الخلاص خلال اقتدائهم بنا وإنصاتهم لتعاليمنا.
هذا بجانب أننا هناك نكون في نفس المنطقة التي كان يقطنها أجدادنا السابقون، فيرتسم أمام أعيننا الفرح المُبْهِج الذي لأقربائنا حينما انسحبوا إلى البرية بسرور ولياقة وتوغلوا في أعماق الغابات...
إذ شرحنا ذلك للشيخ السابق ذكره بطريقة مستقيمة حسب إيمان ضمائرنا، وأظهرنا بدموع غزيرة عدم قدرتنا على مقاومة هذا الدافع ما لم تتدخل نعمة الله لإنقاذنا، عندئذ صمت الأب وقتًا طويلاً، وأخيرًا تنهد تنهدًا عميقًا وقال...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-24-introduction.html
تقصير الرابط:
tak.la/6tvjn9x