3- الصلاح الكثير الثمن الذي ينبغي الرسول أن يكمله
يا لعظم ذلك الصلاح الذي لا نظير له بين تلك الأمور الصالحة العظيمة غير المحصاة حتى يلزمنا أن نقتنيه فوق كل هذه الأمور!! إنه بلا شك النصيب الصالح الذي من أجله احتقرت مريم واجبات الضيافة واختارته... وقد وصفه الرب قائلاً: "مرثا مرثا أنتِ تهتّمِين وتضطربين لأجل أمور كثيرة، ولكن الحاجة إلى واحدٍ، فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن يُنزَع منها" (لو10: 41، 42).
إذن (التأمل) أو (التفكير في الله) هو الشيء الوحيد الذي بجواره تفتقر جميع استحقاقات أعمالنا الصالحة وأهدافنا في الفضيلة بل وكل الأمور الصالحة والنافعة التي للرسول بولس والتي هي عظيمة وفاخرة. فمثلاً السبيكة التي تُعتبر مفيدة وثمينة متى قورنت بالفضة تصبح لاشيء، وتتلاشى قيمة الفضة أمام الذهب، ويُحتقر الذهب إذا ما قورن بالأحجار النفيسة. ومع هذا فإن كمية كبيرة من الأحجار الثمينة مهما بلغت قيمتها تحتقر أمام ضياء لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن. هكذا جميع فضائل القداسة التي هي صالحة ومفيدة في الوقت الحاضر، بل وتضمن عطية الحياة الأبدية، متى قورنت بفضيلة التأمل المقدس تبدو تافهة، ويمكننا أن نقول أنه يمكن بيعها.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-23-goodness.html
تقصير الرابط:
tak.la/w532gmc